علي الرغم من التذبذبات الحادة التي تشهدها البورصة المصرية بعد ذكري ثورة 25 يناير والعنف الذي ترتب علي الحكم باعدام 21 من المتهمين في مجزرة بورسعيد.. إلا أن الملاحظ اقبال المستثمرين العرب والأجانب علي الشراء في السوق خاصة العرب مقابل ضغوط بيعية كبيرة من المستثمرين المصريين. أشار خبراء سوق المال إلي أن المستثمرين الأجانب قد استغلوا بشكل كبير التراجعات الكبيرة في الأسعار واستطاعوا تكوين محافظ باسعار مغرية مراهنين علي تحسين الأوضاع في المدي القصير، وتحقيق مكاسب كبيرة.. مؤكدين أن اقبال الأجانب علي الشراء نوع من المضاربة للبيع عند أول ارتفاع للأسعار. أكد الدكتور عصام خليفة العضو المنتدب لشركة الأهلي لإدارة صناديق الاستثمار أن البورصة تعد مرآة لما حولها من أحداث سواء كانت سياسية أو اقتصادية مؤكدا أن مشتريات العرب والأجانب جاءت بدافع المضاربة والمغامرة والبيع مع أول ارتفاع للسوق لفت إلي أن البورصة المصرية مثل جميع المؤشرات الاقتصادية التي تتأثر بشكل ملحوظ بالتوترات السياسية وأيضا عدم وضوح الرؤية علي المستويين الاقتصادي والسياسي.. موضحا أن البورصة لن تكون جاذبة للاستثمار بدون استقرار وما تمر به مصر يقلق المتعاملين وقد تكون الصورة أكثر ضبابية للمستثمر الأجنبي فالبورصة مؤشر لما يحدث في الدولة ومصر في حاجة لنوع من التوافق والاستقرار فجميع الأحداث تؤثر في اتخاذ المستثمر لقراره الاستثماري سواء بالشراء والبيع. اقتناص الفرص أشار محسن السلاموني العضو المنتدب لشركة المجموعة الدولية للوساطة أنه خلال الأيام الماضية ظهرت مشتريات تهدف إلي اقتناص فرص الهبوط الكبير في أسعار الأسهم الذي شهدته البورصة في انتظار احتواء ازمة الإعلان الدستوري. وأكد أن الأجواء التي ستشهدها التظاهرات ستكون محركا رئيسيا لاتجاهات البورصة خلال الفترة المقبلة مشيرا إلي أن جمهور المستثمرين بالبورصة يشهد انقساما مثله مثل الشارع السياسي حيث توجد شرائح من المستثمرين يرون أن ما يجري ما هو إلا أحداث استثنائية جعلت من الأسهم فرصا ذهبية للشراء ومن جانبها أكدت مارجو موسي رئيس قسم البحوث بشركة اراب فايننس للوساطة أن الارتداد الذي شهدته البورصة المصرية جلسة الاربعاء الماضي ترجع في الأساس إلي عوامل التصحيح الفني الناتجة عن انخفاض اسعار الأسهم مما رفع من جاذبيتها الاستثمارية مدعومة بمشتريات عربية وأجنبية قابلت مبيعات المستثمرين الأفراد المصريين مع اعتبار البعض أن ما يحدث ما هو إلا أحداث استثنائية ستنتهي عاجلا أو آجلا كما أن هناك مشتريات انتقائية واضحة ظهرت علي الأسهم بعد أن زاد التراجع الحاد من جاذبيتها الاستثمارية نتيجة تدني اسعارها ومن هنا ستكون عودة السوق للتعافي فالأسعار الحالية للأسهم مغرية للشراء إذا استقرت الأوضاع السياسية. تصنفيات غير صحيحة اختلف محمود مصطفي محلل فني بشركة يونيفرسال للوساطة في الأوراق المالية مع الرأي السابق مؤكدا أن تصنيفات العرب والمصريين والأجانب في البورصة المصرية هي تصنيفات غير صحيحة وغير واقعية فهناك صناديق مصرية مسجلة في الخارج علي أنها أجنبية أو عربية وهناك مصريون مسجلون علي أنهم أجانب أو عرب وشركات مصرية أيضا وبالتالي فعند دراسة نسب شراء وبيع العرب والأجانب فهي تكون دراسة غير صحيحة لخطأ البيانات من الأساس ولذلك يجب علي إدارة الرقابة والبورصة مراجعة كفاءة هذه التصنيفات ومعرفة حقيقة الأجانب والعرب سواء صناديق أو شركات أو غيرها وحتي يتم تصحيح هذه التصنيفات ومتابعة أحجام التداول ككل في الصعود والهبوط لتحديد قوة البائع والمشتري دون تصنيفهم لعرب ومصريين وأجانب.