أكدت الزيارة التي قام بها رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو الي روسيا مؤخرا رغبة البلدين في تعزيز التعاون وتعميق الثقة السياسية المتبادلة وتحقيق نتائج اقتصادية مثمرة وتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بينهما إذ وصل حجم التبادل التجاري الثنائي إلي 73.6 مليار دولار أمريكي في الأشهر ال 10 الأولي من عام 2012، بزيادة قدرها 13.4% علي أساس سنوي. وذكرت وكالة أنباء "شينخوا" في تقرير لها أن رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعهدا بمواصلة تعزيز العلاقات بين بلديهما. وقال ون إن العلاقات الثنائية خطت خطوات واسعة واظهرت قوة دفع قوية في السنوات الأخيرة، وأن الجانبين يدعم كل منهما الآخر في القضايا المتعلقة بمصالحهما الجوهرية، ويعالجان الأزمة المالية العالمية يدا بيد، ويحققان انجازات كبيرة في التعاون الاقتصادي والتجاري. وذكر رئيس مجلس الدولة الصيني أن الدولتين تقومان بتنسيق وثيق بشأن القضايا الإقليمية والدولية الهامة وتحميان بفاعلية مصالحهما المشتركة، ما قدم اسهامات عظيمة للسلام والتنمية العالميين. وأشار ون إلي أن مواصلة تعزيز العلاقات الصينية الروسية أمر يحمل أهمية استراتيجية بعيدة المدي ويتفق مع مصالح البلدين وشعبيهما، مضيفا أنه يتعين علي الجانبين مواصلة تعميق الثقة المتبادلة الاستراتيجية والسياسية، وتوسيع التعاون متبادل المنفعة، والدفع من أجل ظهور أدوار أقوي لمنظمات مثل الأممالمتحدة ومجموعة العشرين ومنظمة شنغهاي للتعاون والبريكس، وتعزيز التعددية القطبية والتنمية المستدامة للعالم. وقال إنه ينبغي أولا أن يتم توسيع نطاق التبادل التجاري بين البلدين ليصل إلي الحجم المستهدف في عام 2015 وهو 100 مليار دولار أمريكي في أقرب وقت ممكن، ودفع التعاون الشامل في مجال الطاقة من أجل ضمان أمن الطاقة بين البلدين وتعزيز التنمية المستدامة. و توسيع نطاق التعاون في مجالات أساسية مثل الاستثمار والمعالجة العميقة والتكنولوجيا الفائقة والإبداع وتعزيز التعاون في مشروعات استراتيجية رئيسية تتميز بالبحث المشترك والتنمية والانتاج المشترك في مجالي الطيران والفضاء. والاستفادة بشكل كامل من الاجتماعات الدورية مع الزعماء المحليين من أجل تعزيز التعاون الاقليمي بين البلدين. و تحرير آليات السوق ودعم الإقراض وتوفير الظروف الملائمة للشركات علي مستوي السياسة والإدارة، بالإضافة إلي توسيع التبادلات الثقافية وعلي وجه الخصوص إنجاح عام السياحة الصينية في روسيا وتطبيق برنامج لمدة 10 أعوام حول تعزيز التعاون الثقافي، والمشاركة الفعالة في الحوكمة الاقتصادية العالمية من أجل تسهيل إصلاح النظامين الاقتصادي والمالي العالمي. ومن جانبه قال بوتين إن الشراكة التعاونية الاستراتيجية الشاملة بين روسيا والصين وصلت إلي مستوي غير مسبوق، مما عزز التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلدين بشكل قوي ودفع تسوية سلسلة من القضايا المهة قدما وعمل علي حماية النظام والتوازن والاستقرار العالمي، وذكر بوتين أن روسيا سعيدة بأن الصين حققت انجازات عظيمة في العقد الماضي فيما يتعلق بالحفاظ علي النمو الاقتصادي وتعزيز التناغم الاجتماعي وانتهاج سياسة خارجية مستقلة تقوم علي السلام وتحقيق مكانة دولية رفيعة. وفي هذا الصدد أشاد لي هوي سفير الصين لدي روسيا في تصريحات ل "شينخوا" بآلية الاجتماعات رفيعة المستوي الدورية بين البلدين، داعيا إلي إطار عامل ذي تصميم جيد علي أن يكون "فريدا بين العلاقات الخارجية الصينية، ونادرا في العلاقات بين القوي الكبري"، ولفت الدبلوماسي إلي أن هذا انجاز نادر في ظل التباطؤ الاقتصادي العالمي. وقال لي هوي إن التجارة الثنائية بين البلدين تحافظ علي زخم نمو جيد، وسوف تصل إلي الهدف المتمثل في 100 مليار دولار عام 2015 و200 مليار دولار عام ،2020 وقال نائب وزير الخارجية الصيني تشنغ قوه بينغ إن الجانب الصيني يتطلع إلي إحراز تقدم جديد في التعاون البرجماتي مع روسيا في مجالات متعددة وأضاف تشنغ إنه في الأشهر العشرة الأولي من عام 2012 بلغت التجارة بين الصين وروسيا 73.6 مليار دولار أمريكي بزيادة بلغت نسبتها 13.4% عن تلك التي كانت في الفترة السابقة من عام 2011 مشيرا إلي أن ذلك يعد إنجازا نادرا علي خلفية الانخفاض الاقتصادي العالمي.