بدأ قطاع العقارات في دبي يشهد انتعاشة مؤخرا فقد أظهرت أرقام أعلنتها حكومة دبي هذا الأسبوع أن مواطنين هنودا اشتروا شققا فاخرة ومساحات تجارية في برج خليفة الذي يعد أعلي برج في العالم في النصف الأول من هذا العام وانفقوا 222 مليون دولار وجاء الايرانيون في المركز الثاني بانفاق بلغ 128 مليون دولار. وبالنسبة للمشترين الهنود فإن العقارات في دبي تشكل ملاذا يحميهم من هبوط قيمة العملة حيث انخفضت الروبية الهندية حوالي 20% أمام الدولار منذ الربع الثالث من العام الماضي.. وبالنسبة للايرانيين فإن دبي تشكل ملاذا آمنا للاحتفاظ بالأموال مع تضرر اقتصاد بلدهم من العقوبات الدولية المفروضة علي طهران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل. وبعد أربع سنوات من انفجار فقاعة أسعار العقارات في دبي وما تلاه من هبوط أسعار المنازل بما يزيد علي 60% من ذروة صعودها يبدو أن السوق بدأت تستقر أخيرا وتتعافي في بعض المناطق. ويقول محللون إن التعافي ليس ملموسا في السوق ففي المناطق الأقل سكانا وبصفة خاصة الأقل رفاهية في شمال دبي فإن الأسعار لا تزال ضعيفة، ولكن هناك علامات إيجابية تراكمت في النصف الأول من هذا العام، فقد أظهر مؤشر المدن الفصلي للوكيل العقاري نايت فرانك أن أسعار الشقق في دبي ارتفعت بأكثر من 5% في الربع الثاني من العام مقارنة مع مستوياتها قبل ستة أشهر. وزاد متوسط إيجارات الشقق في دبي 2% في الربع الثاني بحسب تقرير لسي. بي. ار. إي للاستشارات العقارية بينما ارتفعت الايجارات في المناطق ذات الموقع المتميز من 5 إلي 8% علي أساس فصلي. وقال جراهام ستوك الخبير لدي انسبارو لإدارة الصناديق في لندن "نري أن القطاع العقاري في دبي يظهر اداء حسنا علي المدي المتوسط".. مضيفا أن دبي تماثل إلي حد ما لندن في اقبال المستثمرين الأجانب عليها كملاذ آمن مما يدعم أسعار العقارات. ولا يتوقع أحد أن تقترب السوق من الطفرة التي شهدتها قبل 2008 فالأسعار ستستغرق سنوات عديدة وربما عقودا حتي ترتفع إلي مستويات الذروة السابقة، وقال لويك بيليشيت مساعد نائب الرئيس للبحوث لدي الوطني للاستثمار في دبي ستتحسن سوق العقارات في دبي لكن بشكل تدريجي لكن ليس بمعدل نمو فصلي قدره 40% الذي شهدناه أثناء فترة الطفرة. ومن المنتظر تسليم 24 ألف وحدة سكنية جديدة في دبي في النصف الثاني من هذا العام وإجمالي 41 ألف وحدة بحلول نهاية 2014 بحسب جونز لانج لاسال للاستشارات العقارية، وقال بيليشيت إنه ليس من الواضح ما إذا كانت أسعار العقارات ستواصل الارتفاع عندما ينحسر الطلب المرتبط بالملاذ الامن في الربيع العربي. ويقول سماسرة عقاريون إن أسعار الشقق السكنية في برج خليفة الذي يبلغ ارتفاعه 828 مترا تتراوح بين 10 دولارات و1035 دولارا للقدم المربعة وهذا أرخص بكثير من متوسط الأسعار في مناطق متميزة في لندن الذي يمكن أن يصل إلي ثلاثة آلاف دولار أو أكثر للقدم المربعة.