علي الرغم من ارتفاع أسطول اليخوت التي يتجاوز طولها 30 مترا حول العالم بنحو 4 أضعاف منذ 1985 إلي أكثر من 4500 اليوم تراجع عدد اليخوت الجديدة المنجزة هذا العام إلي 121 أي أقل من نصف الذروة التي بلغتها في 2008 عند 274 يختا. وفي الفئة دون الممتازة التي تهيمن عليها شركات مثل سن سيكروفيرلاين عاني السوق من تراجع أكثر حدة مقارنة علي ما كان عليه قبل 4 سنوات بلغت نسبته 10% في أمريكا و50% في أوروبا وبنحو 40% في بريطانيا التي شكل فيها ضغف الجنيه حماية للموردين من السقوط في أسوأ أنواع الركود مما ينتج عنه خروج بعض المالكين والعاملين في بناء اليخوت الذين ليس لهم دراية كافية بهذا القطاع ومتطلباته. وكانت أحواض بناء السفن الصغيرة من بين أكثر المتضررين من الركود الاقتصادي ويقول جيمس روبنسون مدير التسويق والمبيعات في فيرلاين في صحيفة الفاينانشال تايمز: "ظل سوق القوارب التي تتراوح أطوالها بين 30 و80 قدما ضعيفا في جميع أنحاء العالم حيث اتجه العملاء إبان الأزمة لشراء العلامات التجارية الأكثر رسوخا والأكبر حجما كما أن شركات البناء الصغيرة التي تكاثرت أثناء فترة الطفرة إما أنها اختفت أو توقفت عن العمل حيث لم يتبق سوي ما بين 20 إلي 30 من الشركات الكبيرة". ويشكل شح التمويل جزءا من المشكلة بالنسبة للمشترين المحتملين نسبة إلي تخلي البنوك عن تقديم القروض لشراء القوارب علي الرغم من الحماس الذي أظهرته في البداية كما تعثرت وكالات البيع التي عانت في سبيل الحصول علي القروض لشراء سفن جديدة وتلقت بعض البلدان ضربات قاسية حيث ارتبط شراء اليخوت في إيطاليا مثلا بدفع الضرائب الشيء الذي لم يكن متعارفا عليه من قبل مما أدي إلي هجرة يخوت النزهة الكبيرة من البلاد. لكن علي الرغم من كل ذلك هناك بوادر تشير إلي مقدرة قطاع اليخوت علي الابحار خارج مياه الأزمة حيث قامت أحواض سفن ديفونبورت دوك يارد في بليموث بتسليم اليخت الضخم "فافا 2" البالغ طوله 96 مترا بتكلفة قدرها 100 مليون جنيه استرليني إلي مالكه الجديد في فبراير الماضي بينما تسلم في يوليو شارلس دونستون يخت السباق الفاخر هاميلتون. ويحدو جيمس روبنسون الأمل في مستقبل آسيا علي المدي الطويل ويقول "اعتقد أن آسيا ستشهد نموا كبيرا في هذا النشاط لكن ليس في المدي القريب وعندما يبدأ السوق في الانطلاق نود أن نكون في الموقع المناسب للاستفادة من ذلك ومع أن الكثيرين يتفقون معه في هذا الرأي إلا أنهم يرون أن توفير البنية التحتية المناسبة من الأمور الضرورية".