سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مستندة إلي بيانات "دليل الإبداع العالمي" الصادر عن الأمم المتحدة فورتشن ترشح 6 مدن أوروبية وسنغافورة لمنافسة وادي السيليكون الأمريكي في مجال التكنولوجيا العالية
إذا كنت تريد أن تعرف أين سينشأ وادي السيليكون الجديد القادم.. في أي منطقة من العالم سيكون؟ وفي أي مدينة؟.. فأنت لست وحدك لأن تباطؤ النمو وانتشار الركود الاقتصادي حول العالم جعل كثيرا من القادة التنفيذيين للشركات وعشاق المخاطرة والمستثمرين يتسابقون في البحث عن مستنبتات ومراتع الفكر الجديد وخلق الشركات الجديدة، كما يبحثون عن المواهب والشركات الناشئة التي يمكن أن تجعل شركاتهم أو محافظهم المالية ذات ميزة تنافسية. ولما كان وادي السيليكون الأصلي قد نشأ في أمريكا وبالتحديد في منطقة خليج سان فرانسيسكو فقد راحت مجلة "فورتشن" تجوب العالم بحثا عن المدن التي تشاطر منطقة وادي السيليكون الأمريكي ذلك المزيج الفعال والقوي من الابداع والرأسمالية وجمعت بياناتها من "دليل الابداع العالمي" الذي تنشره المنظمة العالمية للملكية الفكرية التابعة للأمم المتحدة بالتعاون مع إينسيد وهذا الدليل برتب البلدان استنادا إلي عدد من العناصر منها وضع أو حالة المؤسسات التعليمية والبنية الاساسية الرقمية ويضع الدليل أيضا في مقدمة عناصر التقويم ما هو محقق من نتائج علي أرض الواقع فهو يولي ثقة أكبر للبلدان التي تستطيع شركاتها ومؤسساتها ترويج منتجاتها وأفكارها في مختلف أرجاء العالم. ومن عناصر تقويم البلدان أيضا في الدليل سالف الذكر حالة العلوم وإنتاج الأجزاء الصلبة للأجهزة الرقمية والبرمجيات والانفاق علي الأبحاث والتطوير وما يتحقق من اختراعات واتباع سياسات مضيافة للشركات والعناية بالبيئة علي نحو مستدام ومدي انتشار الأجهزة المحمولة "من تليفونات ذكية وأجهزة لوحية كبيرة أو صغيرة" ثم نسبة السكان المشتركين في استخدام الانترنت. وعلي ضوء بيانات "دليل الابداع العالمي" قامت "فورتشن" بتمحيص المدن والمواطن الموجودة في الدول التي تتصدر الترتيب المتسلسل لبلدان العالم والتي لها دور رائد في رعاية الابداع وتبادل المنتجات والخدمات الجديدة ولا يخفي أن الأماكن المضيافة للشركات تبحث عن مزيج من الموهبة وحب الاستطلاع والرغبة في المخاطرة. والمفاجأة أن ستة من بلدان شمال أوروبا كانت هي التي تصدرت القائمة من سويسرا والسويد وايرلندا إلي الدنمارك وفنلندا وهولندا.. وبعض هذه الدول تبدو وكأنها تجني ثمرة عدم انضمامها إلي منطقةاليورو وإن كان هذا لا يمنع أن بينها دولا أعضاء في تلك المنطقة المأزومة. والمفاجأة الثانية أن الدولة السابعة التي جاءت في الصدارة كانت دولة آسيوية هي سنغافورة التي تعد ميناء محوريا علي مستوي العالم وتقوم حياتها كلها علي اقتصاد السوق الحرة. وبإمعان النظر في كل دولة جري اختيار مدينة لا يهم إن كانت العاصمة أم لا تملك المقومات التي يمكن أن تجعل منها واديا للسيليكون جديدا ولأن سنغافورة دولة ومدينة وميناء في آن واحد فلم تكن هناك مشكلة في الاختيار وهكذا تحددت مدن شمال أوروبا كالتالي: * زيورخ في سويسرا * ستوكهولم في السويد * دبلن في ايرلندا * كوبنهاجن في الدنمارك * أولو في فنلندا * ايندهوفن في هولندا. وغني عن البيان أن جوجل قد اختارت زيورخ لتقيم فيها مقرها الهندسي الأوروبي وتلتها يا هو علي ذات الطريق بسبب بنيتها الاساسية المتقدمة في مجال الاتصالات الرقمية إلي جانب كونها عامرة بالمواهب فسويسرا هي صاحبة أعلي نسبة براءات اختراع إلي إجمالي الناتج القومي علي مستوي العالم وحكومتها تملك برامج عدة للاستثمار في الشركات الصغيرة كما أن زيورخ بالذات مهد للمئات من الشركات الناشئة التي تعمل في البرمجيات ومخازن الحوسبة السحابية. أما ستوكهولم ففيها أكثر من 700 شركة تكنولوجيا عالية يتمركز معظمها في ضاحية كيستا التي يطلق عليها اسم وادي السويد اللاسلكي وتنفق حكومة السويد 3،6% من إجمالي ناتجها المحلي علي الأبحاث والتطوير ولديها نظام تعليم عالمي يخص سنويا بعدد كبير من المطبوعات العلمية والبحثية وتوجد بها مكاتب لشركات تكنولوجيا كبري مثل اينتل وسيمانتيك وأوراكل. ولو ذهبنا إلي دبلن سنجدها أرخص من لندن وضرائب الشركات فيها منخفضة وكل من فيها يتحدثون الانجليزية وفي ضاحيتها "سيليكون دوكز" نستضيف شركات عملاقة مثل جوجل، وفيس بوك، ولينكيد إن وزينجا وفي العام الماضي أقامت تويتر ثالث مكتب عالمي لها في دبلن بعد مكتبي لندن وطوكيو ليكون هو مقرها الأوروبي وتعقد في دبلن قمة سنوية للانترنت تعد من أسرع مؤتمرات التكنولوجيا نموا في العالم. وفي كوبنهاجن سنجد حفاوة كبيرة بالتكنولوجيا العالية وشركاتها وخاصة الشركات الناشئة ومؤسسيها من المحبين للمخاطرة وسنجد المدينة مليئة بالمواهب القادرة علي مساعدة الشركات الجديدة كما أن بيئتها الاستثمارية محابية لرجال الأعمال وشركاتهم. أما أولو فهي مدينة صغيرة تبعد عن هلسنكي عاصمة فنلندا 528 كيلو مترا في اتجاه الشمال وعدد سكانها 140 ألف نسمة وفيها أكثر من 800 شركة للتكنولوجيا العالية تستوعب 18 ألفا من سكان المدينة وتوجد في المدينة فروع لشركات عالمية مثل نوكيا وعملاق التكنولوجيا الهندية ويبرو وتتعاون سلطات المدينة مع جامعة أولو ورجال الأعمال علي رعاية وتشجيع الابتكار عن طريق برامج تدعم الصلة بين المستثمرين والشركات الناشئة. وتبقي المدينة الأوروبية السادسة والأخيرة وهي ايندهوفن ولها ضاحية لا تتجاوز مساحتها كيلو مترا مربعا تسمي "دوبيد برينبورت" تضم 100 شركة تكنولوجيا وفي عام 2011 اختار مركز التفكير "إنتليجنت كوميونتي" هذه الضاحية لتكون أذكي منطقة في العالم لأنها تضم أيضا عددا من المعاهد وقرابة 8 آلاف باحث ومنم ومحب للمخاطرة يستأثرون وحدهم بنصف ما في هولندا من براءات اختراع. أما سنغافورةالمدينة الآسيوية الوحيدة الفائزة في هذا السباق فهي مهد للتكنولوجيا الصحية ولديها حزمة من الحوافز لجذب المواهب والشركات الصاعدة تتضمن إعفاء ما ينفق علي الأبحاث والتطوير من الضرائب والتمتع بالبنية الاساسية الاتصالية المتطورة الموجودة في المدينة وتتبني سنغافورة برامج هندسية راقية لتغري أجيالا من الموهوبين ولم يكن غريبا والحال كذلك أن تذهب إليها مصانع بعض شركات الأدوية الكبري مثل جلاكسوسميث كلايد ونوفاريتس وأبوت وروش.