عندما تسلم تيم كوك قيادة شركة أبل يوم 24 أغسطس 2011 من ستيف جوبز الرئيس التنفيذي للشركة آنذاك كان كوك يحل بذلك محل رجل أشبه بنجوم الروك في مجال صناعة التكنولوجيا وقد اندهش بعض الناس وعبروا علنا عن اندهاشهم متسائلين عن مدي ما يمكن أن يحققه كوك من نجاح في أبل وهو الذي كان يشغل منصب الرجل الثاني في هذه الشركة خصوصا في غياب جوبز المؤسسي العبقري لتلك الشركة والذي وافته المنية في أكتوبر الماضي بعد أقل من شهرين من صعود كوك إلي منصب الرجل الأول في أبل. وتقول مجلة "الايكونوميست" إن الناس كان لديهم ما يقلقهم من مغبات هذا التغيير من قيادة أبل ولكن الأقدار جاءت بعكس تلك المخاوف فقد احتفل كوك أخيرا بمرور عام علي وجوده في منصبه بينما نري أبل مستمرة في تحطيم كل ما هو موجود من أرقام قياسية. ففي يوم 20 أغسطس بلغت القيمة السوقية للشركة 623 مليار دولار لتصبح إذا ما تجاهلنا أثر التضخم أغلي شركة تكنولوجيا أخري كانت تتمتع بهذا اللقب عندما وصلت قيمتها السوقية في ديسمبر عام 1999 إلي 615 مليار مليار دولار وقد يكون صحيحا أن جزءا كبيرا من الفضل في معجزة أبل الراهنة هو نتاج جهد العبقري الراحل ستيف جوبز فهو الأب الشرعي لأجهزتها ذائعة الصيت مثل الأيفون والآيباد الأول من عالم التليفون الذكي والثاني من عالم الكمبيوتر التابلت ولكن كوك أيضا يستحق الاشادة علي الأسلوب الذي تعامل به مع فترة تغيير القيادة وهو أسلوب قام علي مواصلة طريق جوبز والتريث من جانب كوك في وضع بصمته الخاصة علي إدارة آبل مع الوضع في الاعتبار أن فترات الانتقال عادة ما تكون أزمنة مراوغة؟!