بعدما كانت تشتهر تايلاند بجودة الأرز الذي تنتجه علي مدار العقود الماضية بدأ الأرز التايلاندي في التدهور مع سعي المزارعين وراء الكم وإهمال الجودة هذه الظاهرة أدت إلي توافر كميات بملايين الأطنان دون أن تجد من يرغب في شرائها مما تسبب في خسائر ضخمة لخزينة الدولة وللشركات المصدرة. وما زاد من الأمر سوءاً هو وعد الحكومة بعد الفوز بالانتخابات الماضية للمزارعين بشراء إنتاجهم من الأرز بضعف سعر السوق بهدف مساعدة الفقراء منهم، تلك السياسة التي ولدت نتائج عكسية برفع أسعار الأرز لمستويات كبيرة صعبت من أمر شرائه. ونتيجة لذلك علي حسب ما ذكرت صحيفة انترناشونال هيراليد تريبيون انخفضت صادرات تايلاند من الأرز بنسبة 45% إلي 3.45 مليون طن خلال النصف الأول من العام الحالي مقارنة بالفترة نفسها من ،2011 وتتوقع رابطة مصدري الأرز في تايلاند ألا يتجاوز صادر البلاد 6.5 مليون طن للسنة ككل مقارنة بالإنتاج السنوي العادي بين 8 و10 ملايين طن ما يعني فقدانها لمرتبة الشرف كأكبر مصدر للأرز في العالم للهند أو فيتنام. وقالت الصحيفة البريطانية إنه في ظل المعاناة بدأت شركات التصدير الكبري في البحث عن فرص في بلدان أخري أو بالدخول في نشاطات مختلفة مثل العقارات أو معالجة المواد الغذائية. ويقول مدير الرابطة كوربسوك لامسوري: ليس أمام الشركات الصغيرة أي خيار غير مغادرة القطاع خاصة تلك التي لا يتجاوز صادرها بين 50 و100 ألف طن سنوياً. وفي غضون ذلك توقفت بالفعل 20 شركة عن تصدير الأرز من ضمنها آسيا جولدن رايس ثاني أكبر شركة لتصدير السلعة في تايلاند التي اتجهت نحو الاستثمار في عمليات الطحن والتصدير من كمبوديا المجاورة نظراً لانخفاض التكلفة. كما قلصت شركة وتاي للإنتاج حجم صادراتها من تايلاند حيث بدأت في توفير السلعة من كمبوديا وفيتنام وباكستان ودول أخري لعملائها في أمريكا وكندا وبعض الدول الآسيوية. ويقول مدير الشركة شاروين لاوثاماتاس :لا نزال نملك الخبرة والرغبة في تصدير الأرز. ونحن نقوم الآن باستغلال هذه الخبرة فقط لزيادة الصادرات لبلدان أخري. ومن الممكن التوقف عن مزاولة تجارة الأرز في تايلاند في يوم من الأيام في حالة استمرار الحكومة في سياستها الراهنة. وتبلغ تكلفة طن الأرز التايلاندي حتي بلوغ مرحلة التصدير نحو 700 دولار للطن الواحد في الوقت الذي لا يتجاوز السعر الذي تعرضه كل من الهند وفيتنام 430 دولاراً للطن أي أقل من سعر التكلفة بنحو 40% وعادة ما تؤثر تايلاند علي أسعار الأرز العالمية لكن ليس هذا العام وذلك نظراً لعودة الهند للسوق بعد 4 سنوات من الغياب بسبب أزمة المواد الغذائية في البلاد في 2007 -2008 وفي أحسن حالاته بلغ سعر الأرز التايلاندي نحو 640 دولاراً للطن خلال العام الحالي إلا أن الشركات تعرض في الوقت الحالي 580 دولاراً للطن مستغلة حاجة المزارعين للسيولة. ولم يعد العديد من المزارعين يولون اهتماماً لقضية الجودة منذ إدراكهم أن الحكومة ستقوم بدفع 15 ألف بات نحو 480 دولاراً للطن والتزامها بشراء كل الكمية المتوافرة إذا دعت الضرورة. وبذلك تحول الكثيرون منهم لزراعة أرز أقل جودة لا تستغرق زراعته وقتاً طويلا. ويبدو أن تعقيدات قطاع الأرز التايلاندي ستكون أكثر ضرراً في حالة فقدانها لسوق الأرز الجيد وفي الوقت نفسه فقدان الحصة السوقية لأنواع الأرز العامة لصالح الهند وفيتنام. كما أن العودة إلي الجودة تستغرق سنوات عديدة في وقت تعاني فيه البلاد الآن وفرة في إنتاج الأنواع السيئة.