* روشتة إحسان عبدالقدوس للعمل الصحفي في مجال الفن * المخرج عزالدين ذو الفقار رشح يوسف شاهين لفيلم "الناصر صلاح الدين" بدلا منه * فيلم "بين القصرين" تكلف 18 ألف جنيه وتم تصويره في 18 يوما فقط تبدأ صفحة ليل ونهار في نشر أجزاء مختارة من مذكرات شيخ المؤرخين السينمائيين العرب الكاتب الصحفي الكبير ناصر حسين والتي تصدر قريبا تحت عنوان "50 سنة سينما". ناصر حسين من مواليد عام 1938 عمل في مجلة روز اليوسف عام 1958 وتنقل في العديد من المناصب فيها، ورأس قسم الفن لسنوات طويلة فيها.. بدأ في الكتابة للسينما عام 1958 بفيلم للنساء فقط.. ثم دخل مجال الإنتاج السينمائي عام 1971.. وبدأ في الاخراج السينمائي عام 1979 وقدم للسينما أكثر من خمسين فيلما سينمائيا كتابة واخراجا.. وصدر له كتاب هو وزراء في جيوب الفنانات.. ويعكف علي كتابة موسوعة كبيرة لتاريخ السينما المصرية. بدأت الرحلة في روز اليوسف، فقد كانت قدري، دخلتها عن طريق الأستاذ الكبير"فتحي غانم" وعملت مع الأستاذ فتحي خليل في القسم السياسي لمدة عام ونصف العام وتعاملت مع هامات الصحافة في مصر والذين كانوا في جميع المطبوعات في مصر... في كل مطبوعة.. هناك أقطاب السياسة والفكر والأدب وعلي سبيل المثال لا الحصر كان في روزاليوسف أساتذة كبار لا يجود الزمان عنهم ولا مقارنة في بداية الستينيات في الزمن الماضي مع الوضع الحالي ولا تعليق.. في كنف روزاليوسف كنا ونحن صحفيون صغار تتعامل مع الهامات الكبيرة كأننا كبار.. ولا يمكن أن يشعرك أحد من الكبار بأنك في بداية الطريق فالجميع سواسية كاسنان لا فرق بين أستاذ عظيم وشاب يبحث عن المعرفة.. كان في روزاليوسف وقتها الأستاذ إحسان عبدالقدوس... وأحمد بهاء الدين.. وفتحي غانم... وصلاح حافظ.. ومصطفي محمود.. والشاعر الكبير صلاح عبدالصبور.. وعبدالغني أبوالعينين.. وكامل زهيري.. وأذكرهم مع حفظ ألقاب أساتذتنا الكبار. إلا أن عملي في القسم السياسي لم يستمر طويلا فقد قالت لي السيدة نيرمين التونسي مديرة مكتب الاستاذ إحسان عبدالقدوس رئيس تحرير المجلة وصاحبها إن الريس عايزك. ويعني أنه عايزني لابد وأن هناك شيئا خطيرا فقد يكون قد أخطأت في خبر ما نشرته أو خطأت في حق مسئول كبير.. أو شئ مثال ذلك.. وعندما تدخل عند الأستاذ إحسان عبدالقدوس كنت تشعر بالراحة الشديدة فهو لا يعاملك كما يتعامل معك الآخرون فهو فنان لديه القبول الألهي ترتبط عاطفيا قبل أن ترتبط به عقليا... فهو نموذج للفنان مرهب الحس.. وهذه شهادة للتاريخ لرجل قرأ له الكثيرون وأعجبوا بكتابته ويظل يذكره سواء من تعاملوا معه وأن لم يتعاملوا معه وعرفوه من خلال كتاباته. مرت لحظة صمت بيني وبين الأستاذ الكبير وخلع نظارته وتوقف عن قراءة مقابل كان أمامه لمراجعته وقال لي بصوت ملئ الحياة والحب.. أنا مش عايزك تشتغل في السياسة. وشعرت وقتها أن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن.. وقبل أن اسأل عن المكان الذي يمكن أن أعمل فيه في المجلة.. فاجأني.. عايزك تشتغل في الفن ومرت لحظة تفكير.. وتذكرت مشهدا تكرر كثيرا في الأفلام السينمائية حيث كان الصحفي ذا الفصحي الطليقة ينحني وهو يسأل النجمة.. أين ترعرت سيدتي.. فالتفتت النجمة بطلة الفيلم إلي والدتها تسأل في تصنع واضح.. أيوه يا ماما.. أنا اترعرت فين؟.. ومضي الحوار مضحكا بين الصحفي الذي قدم نفسه للنجمة بوصفه مندوب مجلة موفي ستار الفنية وبين النجمة ووالدتها والزوج أي بس علي طاولة المقابلة وتكرر المشهد كثيرا مع عدد من الأفلام السينمائية أما المشهد الذي دار بذهني حالها مشهد في فيلم "لعبة الست" الذي قامت ببطولته تحية كاريوكا. وكان من الواضح من المشهد أن السينما في مصر تعاملت مع الصحفيين بصورة لا تخلو من الاستخفاف.. وكانت السينما في مصر تصور الصحفي المسئولان عن الفساد واتهمته في أحيان أخري باختلاق القضايا التي تعمل فرقعة في الرأي العام.. وكانت العلاقة ملتبسة بين الصحافة والدراما السينمائية.. وأن كثيرا من الفنانين وأفلامهم كانت تهاجم الصحافة. وسألني الأستاذ الكبير إحسان عبدالقدوس