تسببت أزمة الديون الأوروبية في إلحاق مؤشر مورجان ستانلي لأسهم الأسواق الناشئة خسائر كبري خلال تعاملات شهر مايو الماضي، حيث فقد المؤشر نحو 125 نقطة، بعد أن أغلق بنهاية الشهر المنقضي عند مستوي 906 نقاط. وقالت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية تراجع المؤشر بنهاية تعاملات الأسبوع الماضي بنحو 1،43%، فاقدا نحو 13 نقطة، ومغلقا علي مستوي 893،9 نقطة، حيث سجل أدني مستوي في خمسة أشهر، متأثرا بالتقرير السلبي علي الوظائف في الولاياتالمتحدةالأمريكية، والذي أظهر خلال شهر مايو فقط تسجيل 69 ألف فرصة عمل جديدة، مقابل توقعات بنحو 150 ألف وظيفة. أضافت الصحيفة أن هناك سلسلة من الأنباء السيئة التي دفعت المؤشر للتراجع، منها وصول عائدات السندات في الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدةوألمانيا إلي مستويات قياسية غير مسبوقة، كما انخفضت تكاليف الاقتراض في ألمانيا لمدة 30 عاما عن مثيلتها في اليابان للمرة الأولي في التاريخ. أشارت الصحيفة إلي أن مؤشر الأسهم بالأسواق الناشئة شهد تراجعا خلال جميع التعاملات الاسبوعية لشهر مايو الماضي، حيث تراجع خلال الأسبوع الأول بمعدل 4،14%، وفقد نحو 42 نقطة، كما تراجع خلال الأسبوع الثاني بنحو 6،36% وخسر 64،4 نقطة، كما هبط في تعاملات الأسبوع الثالث بمعدل بلغ 0،4% وخسر 4،5 نقطة. وجاءت البيانات الاقتصادية الضعيفة من جانب البرازيل والصين وبريطانيا بشأن النمو الاقتصادي، لتؤدي إلي تفاقم المخاوف من تباطؤ عالمي حاد، مما دفع المؤشر إلي فقدان نحو 10 نقاط، ومواصلا تراجعه بنحو 0،9%. وعن آخر أخبار الأزمة الأوروبية، بعد أن أعلنت أوروبا دعمها لاسبانيا، قال مسئولون من الاتحاد الأوروبي وألمانيا الاثنين الماضي إن اسبانيا ستواجه رقابة من دائين دوليين بعد خطة لانقاذ بنوكها تم الاتفاق عليها في مطلع الأسبوع وهو ما يتعارض مع رأي رئيس الوزراء ماريانو راخوي الذي كان يصر علي أن تأتي الأموال دون هذا القيد. وشعرت أسواق المال بالارتياح بعد اتفاق منطقة اليورو يوم السبت الماضي علي اقراض اسبانيا ما يصل إلي 125 مليار دولار، لإعادة رسملة البنوك المثقلة بالديون إذ أقبل المستثمرون علي شراء أسهم القطاع المالي التي هبطت أسعارها. ووفقا لرويترز انخفضت عائدات السندات الاسبانية والايطالية بعد أن هدأ الاتفاق المخاوف من سحب الأموال من البنوك الاسبانية. غير أن ارتفاعات الأسواق المالية الناتجة عن خطط انقاذ سابقة لم تدم طويلا بل كانت تتبدد خلال يوم أو يومين مع توقع المستثمرين اندلاع المشكلة التالية في أزمة ديون منطقة اليورو التي لم تحل بعد. كما أن الانتخابات المرتقبة في اليونان يوم الاحد المقبل قد تغير من معنويات السوق إذا ما فاز اليساريون المتطرفون المعادون لشروط التقشف التي تتضمنها خطة انقاذ وضعها الاتحاد الأوروبي، وصندوق النقد الدولي لاثينا علي أحزاب التيار الرئيسي المحافظ ويسار الوسط التي وقعت الخطة أو إذا انتهي الاقتراع بأزمة جديدة. وقال راخوي إن مدريد حققت انتصارا بتأمين الحصول علي المساعدة من شركائها في منطقة اليورو دون أن تحتاج للخضوع لبرنامج انقاذ يشمل الدولة ككل قائلا إن خطة انقاذ اسبانيا لا علاقة لها بالإجراءات المفروضة علي اليونان أو ايرلندا أو البرتغال. وقال مفوض المنافسة بالاتحاد الأوروبي خواكين المونيا ووزير المالية الالماني فولفجانج شيوبله قالا إنه مثلما حدث في خطط الانقاذ السابقة فإن ثلاثي صندوق النقد الدولي والمفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي سيراقب المساعدة المالية. وقال المونيا لمحطة إذاعة كادينا سير الاسبانية "بالطبع ستكون هناك شروط من يعطي المال لا يعطيه دون مقابل، مضيفا أن صندوق النقد الدولي قد يكون مشاركا بالكامل في مراقبة البرنامج الاسباني رغم أنه لن يسهم بتمويل ويتعين علي البنوك التي تتلقي المساعدات أن تقدم خطة إعادة هيكلة. وقال شيوبله لمحطة إذاعة دويتشلاندفونك "الدولة الاسبانية تتلقي القروض وستكون اسبانيا مسئولة عنها، ستكون هناك رقابة بالتأكيد لضمان الالتزام بالبرنامج ولكن ذلك يتعلق فقط بإعادة هيكلة البنوك. وقالت الخزانة الاسبانية إنها ستواصل إجراء مزادات منتظمة في أسواق السندات لتمضي قدما في برنامجها التمويلي بعد طلب تمويل أوروبي لإعادة رسملة بنوكها الضعيفة، وكانت منطقة اليورو المكونة من 17 دولة قد اتفقت علي اقراض اسبانيا ما يصل إلي 100 مليار يورو وتقول اسبانيا إنها ستحدد المبلغ الذي تحتاجه فور تسلمها نتائج مراجعات محاسبية مستقلة لبنوكها. وقالت الحكومة في بيان نشر بموقع وزارة الاقتصاد علي الإنترنت في ساعة متأخرة يوم الاحد الماضي إنها ستظل ملتزمة أيضا ببرنامج الانضباط المالي والاصلاحات الهيكلية، وتطرح اسبانيا أذون خزانة لأجل 12 و 18 شهرا في 19 يونيو وسندات في 21 يونية.