تصدرت محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك أمس الأول عناوين ومنشتات الصحف العالمية التي تنوعت مواقفها ما بين الترحيب والتنديد بالحكم فيما سيطرت حالة من الحزن الشديد علي الصحافة الإسرائيلية التي اعربت عن أسفها الشديد بالحكم المؤبد علي الرئيس السابق. اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن قرار المحكمة بالمؤبد علي الرئيس السابق حسني مبارك يعد أعظم إنجازات الثورة التي أطاحت بحكمه باعتبار أنه أول حكم ضد حاكم عربي يحاكمه شعبه وذهبت إلي أن هذا القرار سيزيد من قلق جيران مصر من المحافظين مثل المملكة العربية السعودية التي تخشي من رياح الديمقراطية لذا عكفت علي تجنب الإهانة العامة لحاكم كان يمثل أحد أعمدة النظام القديم. وتتعهد بمليارات الدولارات في صورة مساعدات لمصر هي في أمس الحاجة إليها. وانتقدت الصحيفة الأمريكية اعتراف القاضي أحمد رفعت بأن هيئة الإدعاء لم تقدم الأدلة الكافية بإصدار مبارك أمرا مباشرا بقتل المتظاهرين ولكنه حمله مسئولية عدم وقف عمليات القتل. ورأت الصحيفة أن نتيجة المحاكمة ستحشد الرأي العام ضد أحمد شفيق أحد مرشحي الرئاسة الذي يتنافس مع محمد مرسي مرشح الإخوان في جولة الإعادة المقررة خلال أسبوعين ويخشي منتقدوه أن يعفو عن مبارك في حال فوزه في الانتخابات وتنصيبه رئيسا للجمهورية. غير أن الصحيفة توقعت أن موجة الغضب والاحتجاجات التي ستلي الحكم ستدفع عددا كبيرا من الناس للترحيب بوعد شفيق بإعادة النظام والقانون. وأما صحيفة الواشنطن بوست فقد شككت بعدالتها معتبرة أنها جاءت نتيجة حسابات سياسية متسرعة. فيقصد جاكسون ديهل في مقاله حسابات المجلس الأعلي للقوات المسلحة الذي يبحث عن وسيلة لإرضاء مطالب جيل التحرير من جهة والحركات الإسلامية السياسية من جهة أخري. ويشكك الكاتب في مصداقية النيابة العامة المصرية فمعظم أعضائها عينوا من قبل مبارك وينتمون إلي نظام قضائي سمعته سيئة نظام لم يتم إصلاحه بعد ولا يستجيب لأية سلطة ديمقراطية. وتوقعت صحيفة واشنطن بوست أن الحكم الصادر ضد الرئيس المخلوع والذي شهد نقطة تحول كبيرة في الثورة وأدخل الحكام الطغاة في السجون سيكون بمثابة ضربة جديدة لجولة الإعادة وسيقلب موازين الانتخابات. وأشارت الصحيفة إلي أن عقوبة المؤبد الصادرة ضد مبارك جعلت منه أول رئيس مستبد في الدول التي قامت فيها ثورات الربيع العربي. أما في صحيفة الجارديان البريطانية فقد أعطي جوناثان جوتز الثورة المصرية مرحلتين الأولي بدأت مع تظاهرات ميدان التحرير والثانية مع مشهد الطاغية مبارك المتهاوي واعتبر الكاتب هذا المشهد محرجا مشبها الفراغ في نظرات مبارك بالفراغ في نظرات الملك الفرنسي لويس السادس عشر وهو في طريقه إلي المقصلة في الثورة الفرنسية ويعلق الكاتب كانت مسرحية انتقام ربما سيتردد صداها الثوري التاريخي في محاكمة مبارك. وفي صحيفة الإندبندنت البريطانية لم تولِ محاكمة مبارك اهتماماً كبيراً في صفحات الرأي بل اكتفت برسم كاريكاتوري يصوره علي سريره النقّال وراء القضبان. رسم جاء من دون تعليق ولكن قوته الإيحائية كانت أكثر تعبيراً من أي كلام في الموضوع. وفي الصحافة الاسرائيلية نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن بن إليعازر الذي كانت تربطه علاقات حميمية ووثيقة بالرئيس السابق حسني مبارك قوله: "نأسف بشدة علي الحكم الجائر ضد مبارك" مضيفا: "الحكم الصادر ضد مبارك ظالم لأنه مواطن مصري شريف قاد شعبه في 30 عاما نحو النمو السياسي والاقتصادي" علي حد زعمه. وقال بن إليعازر: "لم أكن أتوقع أن تنهي المحكمة حياة هذا الرجل العظيم في السجن" مضيفا: "كنت أتوقع أن تنتهي المحاكمة ببراءة كاملة لمبارك.. لقد صدمت كثيرا بهذا الحكم كما كنت أتمني أن يأخذ القاضي الشفقة والرحمة به لأنه كرس حياته لأمن الدولة المصرية واقتصادها وتنميتها". وأضاف بن إليعازر في تصريحات خاصة للصحيفة العبرية: "بعد وقت قصير من سماعي لنطق الحكم بحبس مبارك من القاضي أحمد رفعت بالسجن المؤبد شعرت بأن هذا يوم حزين جدا بالنسبة لي وأود أن أعرب عن حزني العميق علي ما حدث لهذا الرجل". واستطرد بن إليعازر في مزاعمه قائلا:"لقد أسهم مبارك في استقرار هذه المنطقة وهذا الرجل كان العامل الرئيسي لتحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وأن العالم مدين له بالكثير كما أن الولاياتالمتحدة أيضا تدين له بالكثير" مضيفا "رأيي أنه طور علاقة مثيرة جدا للاهتمام مع إسرائيل لأنه كان يري أن إسرائيل عنصر هام في الحفاظ علي