كشف عدد من شركات المنسوجات الأجنبية العاملة بالمنطقة الحرة بالإسكندرية عن وضع وزارة الزراعة عراقيل إدارية وفنية أمام استيراد الأٍطان من الخارج، علي الرغم من إعلانها قبل أسابيع قليلة إلغاء قرار وقف استيراد الأقطان الصادر آخر نوفمبر الماضي . . إلغاء القرار جاء تحت ضغوط أوروبية للالتزام بحرية التجارة بين أوروبا ومصر مما استدعي العودة عن قرار وقف الاستيراد بعد شكاوي من اليونان، أكبر الدول الموردة للأقطان للمغازل المصرية الأعوام الأخيرة، فاستجاب وزير الزراعة محمد رضا إسماعيل قبل أن يتبين للمتعاملين بالسوق أن الموافقة "حبر علي ورق" ولا تأثير لها في حركة الاستيراد . أشار حسن عشرة رئيس التصديري للمنسوجات إلي أن "تلاعب" وزارة الزراعة يعتبر "تهريج" لا يصح، ألحق أضرارا بالغة بشركات أجنبية عاملة بمصر مما يهدد بضياع استثمارات بملايين الدولارات وفرص عمل لا تقدر وقت أزمة خانقة باقتصاد مصر لا يعرف أحد متي وكيف تنتهي؟ مضيفا: في الأحوال العادية لا غني عن الشفافية وفي وقت الأزمات غياب الشفافية في قرارات الحكومة "أقصر طريق للجحيم" فلمصلحة من التلاعب بسمعة ومصداقية السياسات الزراعية والصناعية بمصر وقت المأزق الحالي؟ يذكر أن قرار وقف الاستيراد استهدف التشجيع علي استهلاك الخام المحلي بعد دعمه ماديا لصالح المغازل بقيمة 100 جنيه للقنطار الواحد، تأخر صرف الدعم الحكومي أضعف معدلات استهلاك قطن مصر منذ بداية الموسم سبتمبر الماضي . بحسب عدد من مراقبي الأسواق ستتأثر نوايا المنتجين في الزراعة للموسم القادم بعد إعلان السماح النظري بالاستيراد، علي الرغم من حيثيات القرار المتضمنة أن إلغاء قرار منع الاستيراد جاء بعد "تسويق المحصول الحالي من المنتجين" والصحيح أن المحصول انتقل من يد المنتجين ليد التجار الذين تعلو أصواتهم مطالبة بالدعم المادي وزيادته لتصريف "مخزونهم" المتراكم من الأقطان مع قلة الطلب وضغوط المشتريين من المغازل للنزول بالأسعار . قامت شركة كفر الدوار والبيضا للغزل والنسيج بالإعلان عن مناقصة لشراء 200 طن قطن مستورد بضاعة حاضرة، علما بأن القطن المحلي بأسعاره الحالية يعتبر أكثر جاذبية مقارنة بالخام المستورد مع مراعاة فارق الجودة لصالح الأول . عالمياً أعلنت هيئة القطن بالهند عن قيامها بشراء 5 .2 مليون بالة من المنتجين حتي وصل أقطان المحصول الجديد 12/13 لصالح الاحتياطي الوطني لمساعدة المنتجين علي بيع أقطانهم بأسعار جيدة من إجمالي محصول متوقع 32 مليون بالة "البالة 170كجم" واشترت بالفعل 11 ألف بالة قبل نهاية الأسبوع الماضي، مع ارتفاع الطلب علي الخام الهندي دوليا بعد إلغاء حظر تصديره قبل أسابيع . سياسات الحكومة تؤثر علي التجارة العالمية للقطن وأسعاره في 2011/2012 تأثرت التجارة العالمية للقطن وأسعاره إلي حد بعيد هذا الموسم بسياسات الحكومة في الصين، أكبر بلد مستورد وإلي درجة أقل بسبب سياسات حكومة الهند، وثاني أكبر بلد مصدر .