بعد الطائرة بدون طيار صارت هناك السيارة بدون سائق التي يقال إنها الأكثر أمانا مهما تكن سرعتها وفي الطريق إلينا أيضا السيارة الطائرة التي ذكرت مجلة "الايكونوميست" في ملحق التكنولوجيا الصادر مع عدد 3 مارس ان هناك أكثر من 12 نوعا منها قيد الإنشاء وهناك حاليا العديد من شركات صناعة السيارات التي تتعاون مع جوجل لإجراء تجارب علي نماذجها الصناعية للسيارة بدون سائق وقد أصدرت ولاية نيفادا الأمريكية ترخيص بإمكان إجراء هذه التجارب علي الطرق العامة . ومعروف ان السيارات صارت تزود بأنظمة أوتوماتيكية لمساعدة السائقين علي زيادة السرعة أو كبحها وفي بعض الحالات تكون هذه الأنظمة أقدر من مستخدميها علي منع الحوادث وقد أعلن بيل فورد منذ أيام ان الوقت قد حان لانتاج السيارة المستقلة ذاتيا علي نحو كامل وهو مقتنع بأن ظهور هذا النوع من السيارات من شأنه تخفيف حدة التشابكات المرورية . إن سيارة فولفو الجديدة الهاتشباك الصغيرة تفرمل آليا عندما تحس باحتمال حدوث تصادم ونفس هذه الامكانات موجودة في سيارة فورد الجديدة المينيفان بي ماكس . . والحقيقة ان مثل هذه الانظمة كانت قد بدأت تظهر منذ سنوات قليلة في السيارات غالية الثمن ولكنها وصلت الآن إلي الموديلات الأرخص كثيرا وتسعي نيسان حاليا الي تطوير برمجيات تمكن سياراتها آليا من توقع الخطوة التالية مثل تهدئة السرعة عند الاقتراب من الملفات ومن المقرر ان تسمح وكالة الأمان المروري الأمريكية لنحو 3 آلاف سيارة تجارب بالسير علي طرق ولاية ميتشجان هذا الصيف وهي مزودة بالانظمة الالكترونية التي تساعد السائقين . وفي البداية ستدر هذه الانظمة الكثير من الايرادات علي شركات صناعة السيارات وسيدفعها المشترون عن طيب خاطر إلي أن تشيع وتصبح مثل احزمة الامان والوسائد الهوائية وانظمة منع الانزلاق عند الفرملة وهذا النظام الأخير صار اجباريا في أمريكا وسيصبح اجباريا في أوروبا عام 2014 ومع شيوع هذه الكماليات ستصبح ضروريا بحكم القوانين في كل دولة وتدخل بالتالي كجزء من عناصر التكلفة ويقول ماركيللو تاميني خبير شركة الاستشارات اكسنتيور ان الالكترونيات صارت تمثل فعلا 30% من قيمة اية سيارة جديدة وسترتفع هذه النسبة الي 40% مع حلول عام 2020 ولاشك ان التحدي الحقيقي أمام شركات صناعة السيارات هو كيفية تشغيل كل هذه الانظمة الالكترونية معا في تناغم لان الشركات ستدفع ثمن أي خطأ ترتكبه في هذا الشأن مثلما يحدث حاليا مع هوندا بشأن نظام منع التصادم الذي تستخدمه في سياراتها موديل اكيورا في الولاياتالمتحدة . ويقول توماس ويبرج رئيس قسم ابحاث الأمان في فولفو ان الشركة تأمل مع حلول عام 2020 ان تتمكن من حماية ركاب سياراتها كليا من الموت أو الاصابة الخطيرة من جراء الحوادث ويذكر ان عام 2010 قد شهد انخفاضا في عدد قتلي الحوادث علي الطرق الامريكية الي ادني مستوي له منذ عام 1949 ومع ذلك فقد مات في هذه الحوادث 33 ألف امريكي في عام 2010 سالف الذكر وهو ما يعني ان الحاجة لا تزال ماسة الي انظمة الأمان المتطورة . وعلي صعيد السيارة الطائرة تقول "الايكونوميست" ان شركة تيرافيوجيا وهي شركة مقرها ووبورن بولاية ماساتشوستس علي وشك ان تطلق أول موديل للسيارة الطائرة تحت اسم "ترانزيشان" وان كان هناك من يري انها ستكون طائرة صغيرة أو طائرة طريق roadplane Flying car وثمنها 279 ألف دولار وهي مصممة بحيث تكون جدير بالسير علي الطرق فهي يمكن ان تجري كسيارة اذا تم طي أجنحتها والضغط علي زر تشغيلها كسيارة وهي أيضا تستخدم البنزين كوقود وسرعتها علي الأرض ألف كيلو متر في الساعة أما في الجو فإن السرعة تنخفض بمقدار الثلث ويجري تصنيع 100 طائرة طريق من هذا النوع وسيتم تسليم أول واحدة منها في وقت لاحق من هذا العام ومن الناحية الفنية فإن صنع طائرة الطريق صار ممكنا بفضل توافر المحركات الحديثة والمواد المؤلفة وانظمة الطيران الرقمية كما انها استفادت من الطائرة Lite - sport عام 2004 بترخيصها واستخدامها . ويقول كارل ديتريتش الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة تيرافيوجيا ان انتاج طائرة الطريق ترانزيشان سينشط الابتكار ويسهل الحصول علي رخصة طيار لقائدي الطائرات الصغيرة ويذكر في هذا الصدد انه منذ اطلاق الطائرة "لايت سبورت" قد دخل الخدمة 120 موديل ونوع جديد من الطائرات الصغيرة أو ربما أكثر من ذلك . وربما يواجه شيوع استخدام طائرة الطريق أو السيارة الطائرة فيما بعد بعض العوائق ولكن الاحتكام الي القواعد التي تمنع الطيران اثناء الليل أو في الاجواء السيئة والمواصفات القياسية التي تفترض ان عمر الطائرة في الخدمة لا يتجاوز ال40 سنة من عام التصنيع والترخيص سوف تسهل الكثير من الامور وقد صار الآن في مقدور اي شخص ان يحصل علي ترخيص أمريكي بقيادة الطائرة لايت سبورت إذا كانت لديه خبرة 20 ساعة طيران وهي مدة تقل كثيرا عن المدة التي يستغرقها كثير من الناس لتعلم قيادة السيارات العادية . ويذكر ان طائرة الطريق ترانزيشان سيتم استخدامها فقط في اطار الربط بين اماكن إقامة اصحابها وبين المطارات وسيتعين عليها ان تعمل ملتزمة بمسارات الطيران التي تحددها لها سلطات المطار الذي تتعامل معه أما الوصول الي السيارة الطائرة التي تقلع وتهبط في أي مكان فإن أمامنا بعض الوقت حتي نصل اليها ان السيارة الطائرة تحتاج إلي محركات أكفأ وأنظمة تحكم أفضل علي حد قول روب بولاجا رئيس شركة تريك ايروسييس وهي شركة اخري مشتركة في سباق صنع السيارة الطائرة ومقرها فولسوم بولاية كاليفورنيا وهذا رأي يتفق عليه كثير من العاملين في ذات الحقل ولكن المأمول هو ألا يمضي وقت طويل حتي تصبح السيارة الطائرة في متناول القادرين علي دفع الثمن .