بعيدا عن الأزمة المالية التي تعانيها أوروبا انتعشت صادرات السيارات الفارهة في بريطانيا مثل ماركات لاند روفر وجاجوار وبنتلي وميني التي تلاقي طلبا متزايدا من قبل صغار الأثرياء علي كل من الصين والبرازيل وقالت صحيفة الفاينانشيال تايمز انه في نفس الوقت الذي ارتفعت فيه صادرات البلاد من السيارات الفارهة تراجعت واردات السيارات بسبب التراجع الحاد في الدخول الثابتة التي تعاني منها معظم الأسر البريطانية، وانخفض تسجيل السيارات الجديدة في العام الماضي بنحو 4% إلي94 .1 مليون سيارة بينما يتوقع خبراء القطاع ان تشهد المزيد من الانخفاض في العام الحالي . وأشارت الصحيفة إلي أن بريطانيا تصدر 5 سيارات من بين كل 6 تقوم بتصنيعها بينما تستورد ذات النسبة من السيارات التي تبيعها في السوق المحلية، وربما ساعد ضعف الجنيه الاسترليني بمعدل صرفه الذي تراجع بنسبة قدرها 25% في الفترة بين عام 2007 وحتي بداية 2009 في دفع عجلة الصادرات، وسجلت موديلات بريطانيا الفاخرة أقوي مبيعات لها في الأسواق الناشئة مثل الصين البعيدة من المشكلات الاقتصادية التي تخيم علي أوروبا . وبلغت مبيعات رولز رويس المملوكة من قبل بي أم دبليو نحو 3538 سيارة خلال العام الماضي أي بزيادة قدرها 31% من عام 2010 حيث تمثل الصين وامريكا أكبر أسواقها كما حققت بنتلي التابعة لشركة فولكس فاجن أفضل مبيعات لها في العام الماضي منذ عام 2007 حيث تجاوزت مبيعاتها في الصين لأول مرة ما باعته في بريطانيا كما تحقق شركات السيارات الشعبية مبيعات كبيرة هي الاخري في بريطانيا حيث تملك تويوتا ونيسان وهوندا أكبر مصانعها الأوروبية في بريطانيا . وأضافت هولندا 500 وظيفة جديدة في مصنعها الواقع في مدينة سويندون في جنوب غرب بريطانيا كجزء من الخطة التي تهدف إلي خفض التعرض للين ومضاعفة انتاجها في أوروبا خلال العام الحالي، كما تعمل تويوتا علي اضافة نحو 500 .1 وظيفة في مصنعها في بورناستون في مقاطعة ديربيشير حيث يتركز انتاج الشركة من السيارات متوسطة الحجم من فئة سي . وتري لي هوبلي كبيرة الاقتصاديين في إي إي أف المنظمة التابعة للقطاع أن شركات صناعة السيارات استفادت من تلك القرارات التي تم اتخاذها قبل سنوات بشأن رفع معدل الإنتاج . ومع ذلك لا تزال مستويات الإنتاج في القطاع أقل من القمة التي كانت عليها قبل الركود . ويقول ديفيد بيلي الخبير الاقتصادي في جامعة كوفينتري "بغض النظر عن التراجع الأخير لا تزال الطريق طويلة أمام القطاع قبل بلوغ المرحلة التي كان عليها قبل عقد" . ويعتقد بول ايفريت المدير التنفيذي لجمعية صناعة وتجارة السيارات أن تفاقم أزمة منطقة اليورو ربما يقود إلي انفجار فقاعة القطاع . ويقول علي الرغم من قوة القطاع قياسا علي صدراته للأسواق الأخري إلا أنه ينبغي الوضع في الحسبان أن 60% من تلك الصادرات لا تزال تذهب إلي قارة أوروبا لذا فإن نجاحها واستقرارها يمثلان ضرورة قصوي . مصطفي عبدالعزيز