بعدما هددت أمريكا بقطع المعونة الأمريكية عن مصر وهي معونة لها شقين اقتصادي وعسكري، بالاضافة لتزامن ذلك التهديد مع حالة من الاعتصامات والمظاهرات والدعوات للعصيان المدني، مع تجاهل الدول العربية للمحنة الاقتصادية التي تمر مصر بها، ليصبح العبء الاقتصادي كبيرا علي الحكومة، "الأسبوعي" رصد ما مدي إمكانية تأثر مصر بقطع المعونة ومدي إمكانية قطعها من عدمه وما الحلول البديلة. يوضح د. سمير مصطفي أستاذ الاقتصاد بمعهد التخطيط القومي، أن المعونة الأمريكية بدأت منذ عام 1954 بموجب القانون رقم 408 الذي أصدره الكونجرس الأمريكي وجاء فيه أن الدول الصديقة تحصل علي القمح الأمريكي وتدفع بالعملة المحلية لها، وتم قطع المعونة عام 60 بعد حرق السفارة الأمريكية وعادت مرة أخري مع تولي الرئيس الأمريكي كيسنجر الحكم لتصبح مصر أكبر مستهلك للقمح الأمريكي عام 1974، بعدما كانت مصر هي التي تقدم المعونات للدول العربية قبل ذلك. وأضاف مصطفي أن القمح الذي نحصل عليه من أمريكا هو فائض من الناتج الأمريكي ويستخدم كجزرة وعصا في نفس الوقت لمصر، لأن مصر لم تثبت للأن أنها دولة صديقة لأمريكا في كل سياستها، مضيفا أن الأمريكان كانوا يقدمونها لمصر في البداية لتحجيم الزحف السوفيتي بالإضافة لوجود فائض بكميات كبيرة من القمح لديها بالاضافة للدوافع الإنسانية وإن كان هذا الدافع غير قوي في المعونة الأمريكية، مؤكدا انه مع الأحداث الأخيرة وتهديد أمريكا بقطع المعونة إلا أنها لن تقطعها وذلك لأن الأحداث لا تشكل اهمية للجانب الأمريكي فلا يعنيهم اتهام ابن وزير العدل والقبض عليه بمصر في قضية تمويل اجنبي هو وغيره من العاملين بمجال حقوق الأنسان، خاصة أن الجانب المصري لم يصعد الأحداث بعد التهديد بالقطع كأن يتم حرق السفارة أو تنفيذ أي عمل عسكري. وأشار مصطفي إلي أنه لا يمكن لبلد مثل مصر ان يعيش علي الإحسان وموائد المعونة الأمريكية ونفس الأمر للجمعيات الأهلية المصرية كيف تقبل الأحسان من اجل أن تدعم ثورتها ونشاطها الخيري داخل مصر، ولكن ينبغي قبل رفضها أن تجد مصر لنفسها مخارج استراتيجية للاستغناء عنها، وهو امر لا يستطيع احد الجزم به ونفس السياق بالنسبة للبديل عن المعونة الأمريكية بأخري مصرية، حيث إنه لا يمكن أن يقوم اقتصاد دولة علي الأحسان، فمصر حاليا تعاني من انهيار في أوجه الاقتصاد وهو أمر لا يتحمل أن يقوم الشعب بالتبرع من أجل تعويض المعونة خاصة وأن 30% من الشعب يعيش تحت خط الفقر. معونة ضد الشعب يقول احمد ناصر الناشط السياسي وعضو ائتلاف شباب الثورة، إن مصر تحصل علي معونات من دول كثيرة غير امريكا كدول اوروبية وآسيوية ،كما ان مصر تقدم معونات لدول اخري منها دول افريقية وآسيوية، فتقديم المعونات والمساعدات اصبح جزءا من النظام العالمي وشكل من اشكال مساعدة الانسان لأخيه الانسان اينما كان موطنه ويجب ان تظل المساعدات والدعم مجرد شكل من اشكال المساعده وليس وسيلة للضغط والتهديد ،وامريكا تقدم مساعدات لمصر منذ اتفاقية كامب ديفيد وهي تقدم مساعدات عسكرية ومساعدات للحكومة ومساعدات مباشرة لمنظمات المجتمع المدني، ولكن في الآونة الاخيرة يتضح ان امريكا اصبحت تستخدم تلك المساعدات كوسيلة من وسائل الضغط علي الانظمة لتحقيق رغباتها وايضا تستخدمها كوسيلة من وسائل تغيير الانظمة عن طريق منظمات المجتمع المدني وليس فقط مساعدة تلك المنظمات علي رفع وعي افرادها، اي ان امريكا تقدم الدعم للحكومة وايضا تقدم الدعم لمعارضي الحكومة بحيث يكون للفريقين علاقة بها في حالة انتصار احدهما ووصوله للحكم يكون علي علاقة مباشرة بامريكا وتضمن عدم وجود قطيعة او عداء لها في حالة عدم وجود انصياع لرغباتها، وما تفعله الحكومة الامريكية لا يمثل الا المحافظة علي مصالح الشعب الامريكي وهذا لا يسوء الادارة الامريكية، ولكن الاساءة تأتي ممن يحصل علي المعونة الامريكية ليحافظ هو ايضا علي مصالح الشعب الامريكي علي حساب شعبه، لذلك أري ان المعونة يجب ألا تكون مشروطة إلا بما يخدم الدولة والشعب المقدمة اليه فإن اشترطت الدولة التي تقدم الدعم خلاف ذلك او اذا استخدم الدعم كوسيلة ضغط فإن رفض الدعم هو الحل الوحيد والطبيعي لمن يريد ان يحافظ علي مصالح وطنه، ومن هنا فلا بد من رفض المعونة الامريكية وإلغائها خاصة انها لم تكن مؤثرة من قبل في الاقتصاد الوطني نظرا لاستيلاء نظام مبارك علي 90% منها في حسابه الشخصي نظير عمالته للنظام الامريكي.