حذر بنك أوف أمريكا "ميريل لينش" المستثمرين في أنحاء العالم من استمرار حالة عدم الاستقرار في الاقتصاد العالمي وتواضع العائدات الاستثمارية بأسواق الاسهم في العام المقبل 2012. وتوقع البنك الامريكي في تقرير حديث له لعام 2012 أن يؤدي استمرار الركود في الاتحاد الاوروبي واستمرار معاناة الاقتصاد الامريكي، وارتفاع أسعار النفط والنمو البطيء في الصين إلي نمو في الاقتصاد العالمي بنسبة 5.3% في العام المقبل. وتوقع تقرير "ميريل لينش" أن الائتمان والسلع سوف تتفوق في الأداء علي الاسهم في النصف الأول من العام المقبل، ويوصي الفريق المستثمرين بالاستثمار في أسهم الشركات ذات الأداء المتميز والسندات في الاسواق الصاعدة والناشئة. وفيما يتعلق بالمحافظ المتوسطة الخطورة نصح التقرير أن يتم تخصيص 36% منها لأسهم الاسواق المتقدمة و8% منها لأسهم الاسواق النامية، مشيرا إلي انه من المتوقع أن تحمل سنة 2012 العديد من المفاجآت الجديدة للمستثمرين رغم توقع الابقاء علي تحد واحد وهو البحث عن العوائد. وهنا نصح "ميريل لينش" بعدم التركيز فقط علي تحقيق العائد، ولكن الاستفادة من فرص الاستثمار في مجالات متعددة مثل: الدخل الثابت، والأسهم، وما يسمي بالاصول "الحقيقية" للسلع الآجلة والعقارات، إذ تبدو كل من تلك الاصول فرصة سانحة للاستثمار في الجو الحالي ذي العائد المنخفض. وقال إيثان هاريس رئيس أبحاث الاقتصاد العالمي بالمشاركة أحد فريق أبحاث "ميريل لينش" إن اقتصاد العالم يمكن أن يتجاوز حجما معقولا من الركود في أوروبا، وأضاف أن أمريكا تواجه تحديات خاصة بها مع التشديدات المالية التدريجية والغموض النسبي في السياسات عقب الانتخابات، ونتيجة ذلك فإن البنك يتوقع نموا في اجمالي الناتج المحلي الامريكي بنسبة 3% في الربع الاخير من العام الجاري قد يتراجع إلي 1% فقط بحلول نهاية العام المقبل. وقال أكيل هارتنيت خبير استراتيجيات الاسهم العالمية رئيس لجنة أبحاث الاستثمار في بنك أوف أمريكا "ميريل لينش" إن مخاطر الاخطاء السياسية تسبب الركود في أمريكا أو تراجعا مؤلما في النمو الاقتصادي في الصين، مما يعني أنه يتعين علي المستثمرين اختيار الاصول بحذر في العام المقبل، وبرغم التحذير علي المدي القصير فإن خبراء البنك يتوقعون أن الاسهم العالمية يمكن أن ترتفع بنسبة 10% في العام المقبل مقارنة بمستويات العام الجاري بمساعدة توافر السيولة ونمو العائدات وقيم الاسهم الرخيصة، ويمكن أن يمثل عام 2012 مع التفاؤل بداية نهاية تراجع أسواق الأسهم. وقال ألبرتو أديس رئيس الابحاث الاقتصادية واستراتيجيات شهادات الدخل الثابت إن الاسواق الصاعدة سوف تحل ارتباطها بالسوق الامريكية لكن معادلة تراجع النمو في الدول النامية وارتفاع أسعار السلع سوف تجعل الاقتصادات الصاعدة في موقف صعب. ومن جهته، قال كيفين جاردينر رئيس قسم استراتيجيات الاستثمار العالمية في باركليز ويلث: "مع الأخذ في الاعتبار المشهد العام لثلاثة أشهر وأكثر، فإننا ننصح بالإبقاء علي سندات الاصول الطويلة الاجل والمتنوعة التي تحتوي علي زيادة ضئيلة من الأصول ذات المخاطر، وهذا يسمح للمستثمرين الاستفادة من الاستقرار الذي سيتحقق في حال صدقت توقعاتنا حول عدم انهيار اليورو، وفي حال صدقت توقعاتنا حول عدم انهيار اليورو، وفي حال نجاح الحكومات الكبري لمنع الاخلال، وعملت الشركات العالمية المتقدمة بطريقة ربحية واستيفائية"، وأضاف: "بالنسبة للعملاء الذين يتجنبون المخاطر ويسعون لايجاد الأمان في الموجودات الآمنة، فإننا نبدي لهم النصح بتفضيل التعامل بالنقد مقابل سندات الحكومات الاساسية أو العملات أو الذهب".