كل المؤشرات تؤكد أن السياحة دخلت مجددا غرفة الإنعاش بل تكاد تحتضر بعد أن خيمت أحداث ميدان التحرير والاضطرابات التي تشهدها الساحة السياسية المصرية علي حجوزات الفنادق والكريسماس حيث ألغيت معظم الحجوزات الخاصة باحتفالات رأس السنة بالإضافة إلي رحلات الموسم الشتوي لتضرب قاطرة الاقتصاد بعنف في وقت نحن أحوج فيه إلي "لملمة" جراح السياحة التي تنزف منذ اندلاع أحداث ثورة 25 يناير وفشلت معها جميع المسكنات.. بينما استمرت جميع الشركات السياحية الواقعة بميدان التحرير والشوارع المجاورة له في إغلاق أبوابها منذ بدء تجدد الأحداث من جديد. أكد خبراء ومستثمرو السياحة أن ما يحدث الآن في ميدان التحرير يقضي تماما علي جميع رسائل التطمين التي حاول القطاع السياحي إرسالها لمختلف الأسواق السياحية المصدرة للسائحين إلي مصر. لافتين إلي أن الوضع يسير من سيئ لأسوأ وأنه في حالة استمرار هذه الأحداث سيكون له عواقب وخيمة علي قطاع السياحة. طلبت 3 دول أجنبية هي أمريكا وانجلترا والسويد من رعاياها عدم زيارة المناطق الملتهبة في مصر وتحديدا محافظة القاهرة ووقف الزيارات للمتحف المصري الواقع بميدان التحرير نظرا لتجدد الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين إلا بعد الرجوع إلي الشركات المنظمة لرحلاتهم مشددة علي ضرورة التواصل مع سفاراتهم بالقاهرة لمتابعة المستجدات التي تطرأ في ظل الأحداث المشتعلة. كما قامت شركات السياحة الأجنبية بتحذير فروعها في مصر من ذهاب أي أفواج موجودة حاليا بمختلف المدن السياحية بمصر من السفر إلي القاهرة ورفع القاهرة من البرنامج السياحي الخاص بتلك الأفواج نظرا لما تشهده القاهرة من أعمال عنف في التحرير.. في الوقت الذي حققت فيه السياحة العربية الوافدة إلي مصر انخفاضا بنسبة 17% من يناير حتي أكتوبر الماضي مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. خبراء ومستثمرو السياحة يؤكدون أن الارتباط بين السياسة والاقتصاد والسياحة. بات واضحا للجميع خاصة أن الصورة التي تنقلها الفضائيات من ميدان التحرير إلي العالم كفيلة بأن تخيف كل السائحين من القدوم إلي مصر. الرياح السياسية يؤكد الدكتور عاطف عبداللطيف سفير النوايا الحسنة بقطاع السياحة وعضو جمعية مستثمري السياحة بمرسي علم أن التوقعات كانت تشير لأن تكون السياحة صناعة الأمل بعد أن بدأت تدخل مرحلة التعافي واستعادة انطلاقتها من جديد لتقوم بدورها البناء في عبور الاقتصاد القومي لكن جاءت الرياح السياسية في أحداث التحرير الأخيرة في نسف كل الأمنيات التي ينتظرها الملايين من العاملين في هذا المجال لاكتساب رزقهم ومتطلبات معيشتهم. ويلفت د. عبداللطيف إلي أن هذه التطورات وتوافقا مع طبيعة السياحة التي يتعارض تقدمها وانتعاشها أدت إلي إصابتها بلطمة شدية دفعت بها إلي التراجع وتوالي الإلغاءات للبرامج السياحية بسرعة كبيرة جاء رد الفعل نتيجة عدم وضوح الرؤية بالنسبة لاستقرار الأوضاع وتوقع تصاعد الانفلات الأمني وما يمثله من تهديد لما تتطلبه السياحة من اطمئنان ومناخ يضمن تنفيذ البرامج السياحية. ويوضح أن ما حدث يعطي مؤشرا سلبيا بتصاعد الخسائر التي انخفضت بسبب الصدمات المتتالية والتي بدأت في يناير الماضي متواكبة مع أحداث الثورة رغم أن احدا من السياح لم يتعرض لأي أذي أثناء تواجده علي أرض مصر خلال هذه الفترة. ردود أفعال ويقول سامي محمود رئيس قطاع السياحة الدولية بهيئة تنشيط السياحة إن المكاتب الخارجية التابعة لهيئة تنشيط السياحة والبالغ عددها 17 مكتبا أرسلوا مجموعة من التقارير حول ردود أفعال الأسواق الخارجية المصدرة للسياحة إلي المقصد المصري. ويضيف أن أبرز ما جاء في التقرير هو انخفاض حركة السياحة الروسية الوافدة إلي مصر بنسبة 30% منذ بداية الشهر الحالي. متوقعا أن تزداد هذه النسبة في ظل استمرار أعمال العنف بميدان التحرير. مشيرا إلي أن منظمي الرحلات بالسوق الياباني قرروا إلغاء رحلاتهم إلي القاهرةالأقصرأسوان خلال الفترة القادمة لحين استقرار الأوضاع بمصر. موضحا أن التقارير تشير إلي مخاوف كبيرة لدي شركات السياحة ومنظمي الرحلات من وقوع