لا تصلح مدينة مومباي المزدحمة بالمرور مقرا رئيسيا لشركة سيارات ذات طموحات عالمية، ففي شوارع مومباي تفوق الدراجات البخارية ذات العجلتين او الثلاث عجلات عدد السيارات ذات الأربع عجلات ولا يخضع المرور للاشارات ولذلك فهو كثيرا ما يتشابك وفوق ذلك فإن أحدا لا يمكنه منع الأبقار المقدسة من التسكع في هذه الشوارع كيفما تشاء اكثر من ذلك فإن بومباي هاوس وهومبني للسكن الاداري من عصر الاستعمار يرجع تاريخه الي عام 1924 لا يصلح هو الآخر لإيواء مقار للشركات مع ذلك فقد عمد راتان تاتا رئيس مجلس ادارة تاتا جروب ان يكون له مكتب في الدور الرابع من هذا المبني الضيق . وتقول مجلة "فورتشن" ان تاتا جروب امبراطورية صناعية وتجارية وخدمية مترامية الاطراف تضم 98 شركة وتأوي 395 ألف عامل وايراداتها السنوية 4 .67 مليار دولار وارباحها 74 .1 مليار وذلك حسب ارقام العام الماضي 2010 ويديرها راتان تاتا 73 عاما وهو رجل عولمي تعلم في جامعتي كورنيل وهارفارد وكان ذات يوم عضو مجلس ادارة شركة فيات وله ذكريات عمل اخري مشتركة مع كل من جيف ايميلت رئيس جنرال اليكتريك وبوب لوتز رئيس جنرال موتورز ورغم ان الهند دخلت عصر صناعة السيارات متأخرة فإن راتان من المغرمين بالسيارات ويتابع احدث تطورات هذه الصناعة، ويعترف الرجل بذلك قائلا إنه يحب السيارات وانه حزن لاختفاء طراز مثل بونتياك لأنه كان مفتونا بهذا الطراز علي نحو خاص . وكرئيس لامبراطورية تاتا التي اسسها جده عام 1868 أي منذ 143 سنة وصارت الآن تعمل في 80 دولة وتنتج أشياء عديدة من ازدصلب والكيماويات الي تكنولوجيا المعلومات والشاي والسيارات كما تقتني الفنادق فإن راتان قد ادخل تطورات جذرية علي الشركة التي ورثها عن اجداده وفي 2010 صارت ايرادات هذه الامبراطورية 12 ضعف ايراداتها عام 1991 ولهذه الاسباب في مجملها احتلت تاتا جروب او بالدقة رئيسها راتان تاتا المركز الثاني في قائمة فورتشن لاقوي 25 رجل اعمال آسيوي بعد اكيو تويورا وهو قطب اخر لصناعة السيارات في آسيا . صحيح ان سوق السيارات الهندية سوق صغيرة لا يزيد حجمها عن سدس سوق السيارات في الصين ولكنها تنمو بسرعة فائقة، وتريد تاتا ان تستخدم كل امكاناتها لتحويل تاتا موتورز من لاعب اقليمي الي لاعب دولي في السوق العالمية للسيارات، وفي غضون الاربعة والعشرين شهرا الاخيرة تقدمت تاتا 3 خطوات مهمة علي هذا الطريق أولها هو الكشف عن سيارتها الجديدة "نانو" التي تأمل ان تكون سيارة الشعب في كل دول العالم الثالث، ويبدأ سعر هذه السيارة من 2900 دولار وهي مصممة لتناسب الطبقة الوسطي الهندية المتزايدة العدد لتكون سيارة آمنة للأسرة بدلا من الدراجة او الاسكوتر البخاري كما تناسب كل أنواع الطقس، ورغم ان مشروع السيارة "نانو" قد تعثر في البداية الا انه استجمع كل قوته حاليا للانطلاق وتأمل تاتا ان تغزو بهذه السيارة حتي اسواق البلدان المتقدمة في اوروبا والولايات المتحدة أما الخطوة الثانية في صفقة تاتا مع فورد في مايو 2008 لشراء ماركتي جاجوار ولاندروفر مقابل 3 .2 مليار دولار، ويقول راتان انه كان يريد لاندروفر وحدها وانه حاول دون جدوي فصل الماركتين ولكن ادارة فورد رفضت واضطر لشرائهما معا والانكي من ذلك ان مبيعات الطرازين هبطت جدا فور شرائهما بسبب الازمة المالية العالمية التي احتدمت عام 2008 ولكن عودة الطلب عليهما الي الزيادة في السوقين الامريكي والصيني جعلت جاجوار ولاندروفر وحدهما تساهمان بنحو 75% من ارباح العمليات لشركة تاتا موتورز كما يقول كثير من المحللين ويعتقد راتان ان الصفقة غيرت تركيب العقلية السائدة في تاتا موتورز من عقلية محلية الي عقلية عالمية حيث اصبح للشركة وجود فعلي في اسواق العالم .