علي الرغم من ارتفاع قيمة الفرنك السويسري مقابل اليورو والدولار مازالت شركات التصدير السويسرية صامدة رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تجتازها لا سيما قوة الفرنك والانحدار السريع للأسواق الرئيسية. فقد نجحت شركة جورج فيشر المتخصصة في صناعة قطع غيار السيارات ونظم الأنابيب في تحسين أدائها إذ ارتفعت نسبة المبيعات بحوالي 10% لتصل إلي 1.68 مليار فرنك سويسري حوالي 2.34 مليار دولار في النصف الأول من هذا العام مقارنة مع النسبة المسجلة العام الماضي في حين قفز صافي الربح بحوالي 124% ليبلغ 92 مليون دولار. كما تحسنت أرقام شركة سولتزر المختصة في صناعة المضخات للأشهر الستة الأولي من هذا العام إذ ارتفعت مبيعاتها بحوالي 8.8% لتصل إلي 1.6 مليار فرنك كما زادت قيمة الأرباح ب11.7% لتبلغ 124.8 مليون فرنك. أما أرباح شركة آزيان براون بوفيري للإنشاءات والتكنولوجيا فسجلت ارتفاعاً بحوالي 43% لتصل إلي 893 مليون دولار نحو710 ملايين فرنك سويسري خلال الربع الثاني من العام الحالي. وعرفت شركة ريتر المتخصصة في صناعة النسيج زيادة بنسبة 8.8% في أرباحها خلال الأشهر الستة الأولي من هذا العام حتي بعد تجريدها من الربح الآني من رأس المال بعد بيع مساهمتها في شركة هندية. ويظل قطاع صناعة الساعات المثال الأكثر إثارة للدهشة عن قوة الصناعة السويسرية بحيث قدم أكبر دعم لقطاع الصادرات خلال هذا العام. فقد ارتفعت صادرات الساعات بحوالي 19.5% خلال الأشهر السبعة الأولي من العام مقابل 3.6% من النمو المسجل في صادرات القطاعات جميع وحوالي 21% ما بين شهري يونيو ويوليو. وتعتقد كلوديا موركر المديرة التنفيذية لجمعية المصدرين السويسريين بأن الشركات الناجحة في مختلف القطاعات لا تزال تستفيد من تقديمها لمنتجات ذات جودة سويسرية لا يمكن استبدالها بمنتجات أخري. وقالت في صحيفة الفاينانشال تايمز: "إن مزودي ومصنعي المنتجات المتخصصة مثل قطاع التكنولوجيا العالية بإمكانهم الحد من التأثيرات السلبية لقيمة صرف الفرنك القوي. وهذا ينطبق بالخصوص علي القطاعات التي تعرف منافسة محدودة أو التي لا تصدر سلعاً دورية". ولا يزال المصدرون يعانون قوة صرف الفرنك لأن ذلك يرفع من سعر منتجاتهم في الخارج مما يضعف قدرتهم التنافسية. وللحيلولة دون مواجهة هذه المشكلة تلجأ شركات التصدير إلي توجيه سلعها إلي الأسواق التي تعرف نمواً مثل آسيا أو أمريكا اللاتينية لتقطع بالتالي اعتمادها علي الأسواق الأوروبية أو الأمريكية.
