بسبب موجات الجفاف التي ضربت القرن الافريقي وتعد الأسوأ منذ 60 عاما حذرت صحيفة الاندبندنت من أن المجاعة تطارد ما يصل إلي 10 ملايين شخص فيما يسير عشرات الآلاف من الأطفال لعدة أسابيع عبر الحقول الجافة للوصول إلي مخيمات اللاجئين التي تفيض بالناس. وأضافت أن الأطفال يعانون من سوء التغذية وانفصل بعضهم عن عائلاتهم في الطريق إلي مخيمات اللاجئين ويصلون الآن إلي مخيمات في شمال كينيا بمعدل 1200 طفل يوميا وهناك 370 ألف شخص يقيمون في مخيم بني لاستيعاب 90 ألف لاجئ. ونسب إلي كاثرين فيتزغيبون مديرة برنامج المنظمة الخيرية البريطانية "انقذوا الأطفال" في كينيا قولها "إن الأطفال قطعوا رحلات طويلة وفي ظروف مرعبة، وفقد الكثير منهم عائلاتهم علي طول الطريق ووصلوا إلي المخيمات وهم في حاجة ماسة للرعاية الصحية والأمن والحياة الطبيعية". ووصف عدنان كابيلو مدير برنامج وكالة الاغاثة الدولية البريطانية "أوكسفام" في الصومال الوضع بأنه مرعب وأبلغ الصحيفة "ليس هناك مطر ولا محاصيل زراعية والثروة الحيوانية تنفق لعدم توافر الطعام ولا يوجد أي شيء في الافق يوحي بأن الوضع سيتحسن والناس يهاجرون بالآلاف كل يوم بحثا عن الماء والطعام". ويأتي هذا التقرير بعد أيام قليلة من تحذير مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية من أن القرن الافريقي يواجه أزمة غذائية حادة تؤثر بشدة علي أكثر من 10 ملايين شخص في المناطق المنكوبة بالجفاف في كل من جيبوتي وأثيوبيا وكينيا والصومال وأوغندا مع عدم وجود احتمالات تحسن حتي عام 2012 القادم. وشكا المكتب من عدم الحصول علي أموال كافية لمواجهة تلك الكارثة إذ لم تحصل لدعم مشروعات الصومال سوي نصف ما قيمته 529 مليون دولار هي تكلفة العمليات الإنسانية هناك. ولفت خبراء الأممالمتحدة إلي تأثير ارتفاع أسعار المواد الغذائية مما انعكس بالضرر علي العديد من الأسر الفقير لاسيما أن نسب الزيادة ارتفعت في كينيا من 30 إلي 80% خلال أكثر من خمس سنوات في المتوسط. أما في اثيوبيا فقد بلغ الرقم القياسي لأسعار المستهلك للغذاء ارتفاعا نسبته 41% تقريبا في مايو الماضي مقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضي وواصلت الزيادة في الأسعار دخول أسواق أخري في المنطقة مثل اثيوبيا ومن المتوقع أن تمتد إلي كينيا وأوغندا والصومال ولكن قد تخف بعض الشيء بعد الحصاد وموسم الأمطار في وقت لاحق من هذا العام.