وأجمع خبراء من هولندا والذين يشاركون في المونديال العالمي للمياه بالقاهرة مؤخرا ومن خلال ورش عمل تمت بينهم وبين الخبراء المصريين علي ضرورة مساعدة مصر في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخها بعد الثورة، وأن هذه المساندة تأتي بتنسيق وزاري بين البلدين ، إلي جانب مشاركة القطاع الخاص الهولندي في هذه المساهمة. وأوضح الخبراء المصريون أن مصر تحتاج لهذه المساعدة خاصة من الجانب الهولندي وخبراء المونديال العالمي للمياه خاصة أن مصر لديها العديد من المشاكل في الري وإنتاج المحاصيل، ومن أهمها أن مصر من الدول التي تعاني من الفقر المائي، إلي جانب عدم وجود استراتيجيات داعمة للمزارعين ماليا وإداريا ورقابيا إلي جانب غياب المعلومات ونظم الإرشاد الزراعي للمزارعين، وفقد ما يقرب من 40% من إنتاج محاصيلها نتيجة للنقل البعيد ، مطالبين بالاستفادة من تلك الخبرات الهولندية للنهوض بوسائل الري وزراعة المحاصيل. وطالب الخبراء الأجانب بضرورة أن تسارع مصر بإصدار التشريعات اللازمة لأساليب الري الحديثة التي تتوافق والنظم العالمية ومنها الري الذي تتبعه برامج المونديال العالمي للمياه إلي جانب استخدام الليزر لاصلاح الأراضي الزراعية وفي السطور التالية تفاصيل التحقيق. ومن بداية يؤكد الخبير الهولندي الدكتور سيمون سميت مدير عام العلاقات الدولية بوزارة الشئون الاقتصادية الهولندية وعضو مجلس إدارة المونديال العالمي للمياه أن معظم الدراسات العلمية عن الزراعة في الأراضي المصرية اثبتت بشكل قاطع أن المحاصيل الزراعية في مصر تستهلك نحو 80% من المصادر المائية، مشيراً إلي أن هناك تنسيقا وزاريا بين مصر وهولندا نظمته السفارة الهولندية في مصر مع برنامج المونديال العالمي للمياه من أجل تبادل الخبرات مع مصر كما تم مع دول فيتنام وموزمبيق وأندونيسيا وبنجلاديش، مشيرا إلي ان هذه الخبرات تتم في مجال الوعي للمستجدات الجديدة حول العالم ومنها تحديات غير المناخي وارتفاع مستوي البحر، وان ذلك يتم من خلال مشاركة الحكومة الهولندية بالتعاون مع الجامعات ومراكز الأبحاث الدولية والقطاع الخاص . ويلفت سميت النظر إلي ضرورة أن تقوم الحكومة المصرية بإصدار التشريعات ووضع الامتيازات للمستثمرين المحليين والأجانب من أجل الإسهام في الاستثمار الزراعي، مشيرا إلي أنه من الضروري أن تقدم مصر خطة حديثة ومتطورة للنهوض باعادة إستخدام الموارد المائية . ويضيف سميت أن الخبراء الهولنديين سيقدمون خبراتهم في مجال معالجة المياه المالحة وإعادة استخدامها للشرب والزراعات بالتعاون مع مراكز الأبحاث الهولندية مطالبا القطاع الخاص المصري بالمساهمة في هذه المشروعات وتوفير المنتج الزراعي للملايين من المصريين، وتتم عملية التبادل الاستثماري بين المصريين والهولنديين في الاستثمار الزراعي بناء علي برامج وخطط يضعها المستثمرون في البلدين. القطاع الخاص ومن جانبه يضيف أريك .جي . زو متلورد المستشار الهولندي لشركة أورينتال كونسالت أن فرص التعاون الزراعي بين الشركات الخاصة الهولندية والمصرية ستلبي الاحتياجات الضرورية للشعب المصري من خلال التعاون وزيادة الاستثمارات والتبادل التجاري، مشيرا إلي أن هذه الشراكات ستعمل علي حل المشاكل التي تواجه المستثمر المصري في الزراعات خاصة للمحاصيل الاستراتيجية عن طريق البرامج الهولندية المدروسة، لافتا إلي أن الخبراء الهولنديين قاموا بالتعرف علي مطالب الشركات المصرية من احتياجات في مجال الاستثمار الزراعي، خاصة أننا نعلم أن مصر بها سوق استهلاكي كبير للمنتجات الغذائية، مشيرا إلي أن جانب المساعدة سيكون من خلال الجامعات البحثية الهولندية ومراكز الأبحاث التي تستنبط أنواعا جديدة من المحاصيل، والعمل علي زيادة الابتكارات للتصنيع الزراعي، موضحا أنه من الضروري أن تعتمد مصر في المرحلة القادمة علي البرنامج الدولي للمياه من أجل تقليل الفاقد الاستراتيجي للمياه والتي تعني به هولندا، وعلي مصر أن تهتم بعد ثورتها العظيمة بأهم المعطيات في المجال الزراعي من خلال تعظيم القيمة المضافة لزراعاتها، أن تدخر الفرص المتاحة لها من الخبرات العالمية ، فهولندا لها خبرة في مجال جودة الغذاء وإنشاء هيئة لسلامة الغذاء ومذابح مطورة بآليات حديثة، ومزارع ومصائد للأسماك