بعد مرور عام علي أول دفعة من إجراءات التقشف اليونانية والتي قابلها غضب النقابيين في الشارع باحتجاجات ستضطر اليونان إلي قبول خطة تقشف اقتصادية جديدة وسط تحذيرات من دخول البلاد في فوضي حال تعرضها للافلاس. فتيودور بانجالوس نائب رئيس الحكومة اليونانية يحذر من حدوث أوضاع فوضوية في حال إفلاس اليونان قائلا: "إذا لم نحصل علي شريحة القروض الجديدة في موعد أقصاه 12 يوليو الجاري سنشهد نفس السيناريو المخيف الذي كان سيحدث لو خرجنا من مجموعة اليورو ورجعنا إلي الدراخمة". وأضاف بانجالوس أن البنوك في حالة إفلاس البلاد ستكون عرضة للهجوم من قبل الناس الذين سيحاولون استرداد أموالهم وسيتعين علي قوات الجيش أن تحمي المؤسسات المالية بالدبابات لأن قوات الشرطة لن تكون كافية لحمايتها وسيسود التمرد كل أنحاء البلاد. وأعرب بانجالوس عن تفاؤله بشأن موافقة البرلمان اليوناني علي خطة التقشف الحكومية التي تعتبر شرطاً لتسلم اليونان شريحة قروض بقيمة 12 مليار يورو كجزء من برنامج الإنقاذ الذي تقرر لليونان العام الماضي. وقال بانجالوس أعتقد أنه سيتم التصديق علي مجمل حزمة التقشف بدون صعوبات. لكنه اشار إلي إمكانية حدوث بعض المشكلات خلال التصويت علي بعض القوانين المتعلقة بإصلاح الضرائب والخصخصة لبيع بعض المصانع المملوكة للدولة. ومن جانبها تعتزم النقابات اليونانية الخاصة والعامة دعوة عشرات آلاف اليونانيين إلي النزول للشارع الأسبوع المقبل لرفض التدابير التي ستفضي إلي مجتمع بائس. ودعت قيادة النقابات إلي إضراب عام خلال تصويت البرلمان علي الخطة في حين تزداد وتيرة انقطاع التيار الكهربائي في مدن عدة بسبب إضراب موظفي شركة كهرباء اليونان. من جانبه أعرب فولفجانج شويبله وزير المالية الألماني عن اعتقاده بإمكانية السيطرة علي الأزمة المالية في اليونان حتي في حال إشهار إفلاس الدولة. وقال شويبله إن العالم استطاع في عام 2008 تنسيق جهوده في مواجهة الأزمة غير المتوقعة التي أصابت الأسواق المالية علي مستوي العالم آنذاك. وأضاف الوزير الألماني بطبيعة الحال كانت هناك تأثيرات للأزمة حتي إن إجمالي ناتجنا المحلي انكمش بمقدار 4.7% لكننا استطعنا السيطرة علي الأزمة. وأشار شويبله إلي أن دول منطقة اليورو تتخذ الاحتياطات لاحتمال أن يرفض البرلمان اليوناني وعلي عكس كل التوقعات خطة التقشف الحكومية في التصويت وقال الوزير الألماني إن هذه الدول تبذل كل ما في وسعها للحيلولة دون تفاقم الأزمة بالنسبة لأوروبا لكنه طالب في الوقت نفسه بالاستعداد لكل الاحتمالات فهذه مسئوليتنا ونحن نستعد لذلك. واستبعد شويبله أن تمثل الأزمة الراهنة أي تهديد لوحدة أوروبا فالفكرة الأساسية للوحدة الأوروبية مقنعة وناجحة لدرجة أنني لا يساورني القلق بشأن إمكانية فشلها. مصطفي عبد العزيز