ساعات حرجة جدا من التوتر سادت الساحة الكروية من صباح اليوم وحتي الظهيرة حول مباراة القمة التي تأرجحت بشدة بين التأجيل والإقامة في نفس موعدها "مساء اليوم" باستاد القاهرة.. مما أربك ادارة الفريقين "الاهلي والزمالك" من الصباح الباكر.. فخرج الفريقان من معسكرهما في فندقين بمصر الجديدة، بناء علي قرار التأجيل الذي صدر عن وزارة الداخلية في الصباح الباكر.. ثم جاء قرار التأكيد علي لعب المباراة في موعدها دون تأجيل وبيان آخر من وزارة الداخلية أيضا وبناء علي توجيهات المجلس العسكري. هذا التضارب أربك الفريقين بشدة حتي أن لاعبي الزمالك عادوا إلي منازلهم وأسرهم وتم استدعاؤهم علي وجه السرعة إلي الفندق مرة أخري.. وكذلك فعل مانويل جوزيه مع لاعبيه ولكنه اصطحبهم إلي ملعب التتيش للتدريب عوضا عن المباراة.. وعندما جاءه خبر إقامة المباراة في موعدها تم الانتقال مرة أخري إلي الفندق للراحة وتلقي محاضرة المباراة. وكشف مصدر مسئول أن المجلس العسكري رفض فكرة التأجيل حفاظا علي هيبة الأمن والحكومة لأن التأجيل كان سيعطي صورة خارجية غير طيبة عن الحالة الأمنية، وتأخذ صبغة عدم الاستقرار خاصة بعد الاحداث التي شهدها ميدان التحرير مساء يوم الثلاثاء واستهدفت الاحتكاك المتعمد برجال الشرطة.. ورأي المجلس العسكري أن التأجيل سيضر بطموحات الاستثمار الخارجي الذي تشهده حكومة الدكتور عصام شرف وكذلك الاضرار بالموسم السياحي الصيفي الذي تطلع إليه الحكومة، والذي تنشد وزارة السياحة أن يكون بداية لعودة السياحة العربية والأوروبية بعد التراجع الشديد في أعقاب أحداث ثورة 25 يناير. وأما رفض المجلس العسكري بقرار التأجيل، تراجعت وزارة الداخلية، وأكدت أن المباراة ستقام في موعدها، حفاظاً علي هيبة الدولة والصورة الأمنية للبلاد. والمفاجأة كانت رفض مانويل جوزيه اللعب لخروج اللاعبين عن التركيز الخاص بهذه المباراة المهمة وترك القرار للجنة الكرة التي اجتمعت بالأمس اجتماعاً طارئاً برئاسة حسن حمدي، وتابعت الأمر برمته.. وكذلك بحث مجلس إدارة الزمالك الموقف، ويبدو أن المجلسين وافقا مضطرين علي اللعب رغم الصعوبات التي تحيط بأجواء المباراة وتجدد الاشتباكات في ميدان التحرير وانشغال الشرطة بنفس هذه المظاهرات. كان مجلس إدارة اتحاد الكرة برئاسة سمير زاهر قد عقد جلسة طارئة صباح اليوم لمتابعة الموقف وشكل مدير عام الاتحاد إيهاب صالح غرفة عمليات لمتابعة الموقف، والتقلب ما بين التأجيل ثم عودة المباراة في موعدها، حتي استقر الأمر علي اللعب، رغم كل المخاوف التي بقيت مستمرة حتي موعد المباراة.