عادت الأسهم الصغيرة والمتوسطة إلي دائرة الضوء من جديد لتحقق قفزات سعرية كبيرة بعد أن كانت أسعارها قد تراجعت بصورة حادة في أعقاب إعادة افتتاح البورصة بعد ثورة 25 يناير. الملاحظ أن الارتفاعا لا يتم بصورة جماعية للأسهم الصغيرة والمتوسطة وإنما كل عدة جلسات تشهد ارتفاع لأسهم أحد القطاعات وكان نجم الأسبوع الماضي أسهم قطاع الغزل والنسيج وقبلها كانت الشركات الصغيرة والمتوسطة في مجال الإسكان. واختلف خبراء سوق المال حول تقييم الأثر من ارتفاع أسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة ففي حين يري البعض أن القفزات غير المبررة في بعض أسهم الشركات قد تكون سببا في حدوث موجات تصحيح أو تراجعات عنيفة في الأسعار مما يهدد استقرار السوق.. في حين يري آخرون أن صعود هذه الأسهم ظاهرة صحية ستدفع السوق كله إلي الارتفاع. مؤشر إيجابي يري مصطفي عادل الرئيس التنفيذي بشركة تايكون لإدارة الأصول والاستثمارات المالية أن ارتفاع أسهم الشركات في قطاعات الإسكان والغزل والنسيج يعد ظاهرة إيجابية لأن هذه الأسهم شهدت انخفاضا لفترة طويلة ومنذ إعادة التداول في البورصة بعد ثورة 25 يناير.. وبالتالي فإن ارتفاعها مؤشر إيجابي علي أن المستثمرين يجدون فيها فرصا جيدة. وأضاف أن ارتفاع هذه الأسهم أيضا يعد مؤشرا علي ارتفاع السوق بصفة عامة خاصة أن الأسهم الكبيرة تتحرك في قنوات عرضية.. فلاشك أن ارتفاع الأسهم الصغيرة والمتوسطة سيكون له تأثيره الايجابي علي السوق بصفة عامة. تحقيق أرباح وأرجع عيسي فتحي نائب رئيس شعبة الأوراق المالية بالغرفة التجارية إقبال المستثمرين علي الأسهم الصغيرة والمتوسطة نظرا لقدرتها علي تحقيق أرباح كبيرة وسريعة خلال فترة وجيزة، إضافة إلي قدرة المستثمرين علي السيطرة علي مثل هذه الأسهم عكس الأسهم الكبيرة والقيادية التي يسيطر علي تحركاتها المؤسسات والأجانب. أشار عيسي إلي أن ضعف حجم السيولة في السوق المصري أصبح غير قادر علي استيعاب الأسهم الكبيرة وهو ما يظهر بوضوح في ارتفاع أحجام التداولات علي أغلب الأسهم الصغ يرة، مشيرا إلي أن المستثمر المحلي في السوق المصري عادة ما يفضل الربح دون النظر إلي أداء السهم أو الشركة. ويري عيسي أن السوق المصري به العديد من الفرص الجيدة في أغلب الأسهم سواء أن كانت صغيرة أو كبيرة، مشيرا إلي أن ضعف السيولة في السوق يرجح كفة الأسهم الصغيرة خاصة مع محاولات المستثمرين المحليين للدخول والخروج في هذه الأسهم بحالة أشبه من "الكر والفر" لتحقيق مكاسب جيدة وسريعة. أوضح أن أحجام السيولة في السوق المصري بدأت في الزيادة خلال الآونة الأخيرة وهو ما يشير إلي مدي ايجابية السوق في الوقت الحالي. ويري عيسي أن الأداء الايجابي للسوق يتوقف علي مدي قدرة الحكومة الحالية علي إصدار قرارات إيجابية وليست محبطة مثل قرار فرض ضرائب علي الأرباح الرأسمالية والذي أثر بشكل سلبي علي أداء السوق وقتها. ارتفاع أحجام التعاملات وأكد وائل عنبة رئيس شركة الأوائل لإدارة المحافظ علي عدم وجود خطورة من عودة اهتمام المستثمرين بالأسهم الصغيرة والمتوسطة وارتفاع أسعارها حيث إن هذه الأسهم فقدت الكثير من قيمتها خلال الفترة الماضية وأصبحت رخيصة وجاذبة للاستثمار. وأشار إلي أنه خلال الفترة الماضية وبعد إعادة التداول في السوق اهتم المستثمرون بالأسهم الكبيرة حتي يشعروا بالأمان وعدم المخاطرة ولذلك وجدنا أحجام التعاملات ضعيفة نظرا لأحجام الأفراد عن دخول السوق في هذه المرحلة.