بعد أحداث ثورة 25 يناير وايقاف التداولات في البورصة لمدة قاربت ال 55 يوما اختلف توقعات خبراء سوق المال والمحللين لحركة المؤشرات فور عودة التداولات مرة أخري اختلفت فالبعض توقع انهيارا ومنهم من توقع نفس سيناريو تونس من حيث تراجع لمدة خمس جلسات ثم اتجاه المؤشر نحو الارتفاع وهو ما حدث بالفعل فقد طبقت البورصة نفس كتالوج تونس سواء الثورة أو حتي البورصة ولكن السؤال الذي يطرح نفسه في الوقت الحالي: هل يستطيع التحليل الفني التوقع حاليا بما سوف يحدث خاصة مع الكم الهائل من الأخبار سواء الايجابية أو السلبية؟ فهل يعتمد المستثمر علي التحليل الفني كأداة فعالة تساعده في اتخاذ القرار الاستثماري؟! الأحداث غير المتوقعة يرد إيهاب سعيد عضو مجلس إدارة شركة أصول للوساطة بقوله انه بالطبع يعجز التحليل الفني أمام أي أحداث غير متوقعة وكذلك الحال في التحليل المالي وان كان التصرف في هذه الظروف من قبل المحلل الفني يعتمد بشكل كبير علي الاتجاه السابق علي الحدث غير المتوقع فإذا كان علي سبيل المثال صاعدا او ظهرت أخبار سلبية غير متوقعة فسنجد أن السوق سريعا ما يستوعب تلك الأخبار ويعاود اتجاهه الصاعد مرة أخري والعكس صحيح. وأكد محمد الزيات رئيس قسم التحليل الفني بشركة التجاري الدولي للسمسرة أن التحليل الفني يستخدم كأداة ادارة للمركز ففي حالة أي أحداث غير متوقعة يكون الحل وضع حد ايقاف يوفر الحماية الكافية. وأشار أسامة نجيب رئيس قسم التحليل الفني بشركة آراب فايينس للوساطة في الأوراق المالية إلي انه في ظل الاحداث المفاجئة من الممكن أن يخفق التحليل الفني في اكتشافها مثل الظواهر الطبيعية كالتي حدثت في اليابان مثلا، ولكن الظروف السياسية وبالأخص ما يحدث في مصر والبورصة المصرية فله مقدمات ولا يحدث فجأة لذلك نجد أن التحليل الفني يستطيع التعامل مع تلك الأحداث واكتشافها مبكرا، فيستطيع التحليل الفني اكتشاف الضعف العام الموجود في المؤشرات والأسهم والتعامل معها قبل تفاقم المشكلة وتحقيق خسائر كبيرة ومن ناحية أخري فالتحليل الفني لا يتبني وجهة نظر وحيدة ولكن أيضا يضع السيناريو الآخر المخالف. السيناريو الآخر فإذا توقعنا الصعود في وقت ما بناء علي مؤشرات واشارات معينة، فيجب أيضا وضع مناطق ايقاف الخسائر اذا خالفت التوقعات. علي الجانب الآخر أكد ياسر الكموني رئيس قسم التحليل الفني بشركة ثمار للوساطة أن التحليل الفني أداة تعكس قوة العرض والطلب بما هو متاح من معلومات سواء ايجابية أو سلبية لدي المستثمرين أو بعض المستثمرين القريبين من صناع القرارات، وبناء علي ذلك يتخذ المستثمر قراره الاستثماري سواء بالبيع أو الشراء ويظهر ذلك علي أداء السهم قبل ان تظهر المعلومة أو الخبر الجوهري وتكون هناك كفاءة المحلل المتميز في قراءة اتجاه السهم من خلال الأداة التي لديه من التحليل، ولكن توجد أحداث مفاجأة لا يعلمها الجميع هنا يأخذ السوق أو السهم رد فعل هذا الحدث ايجابيا أو سلبيا وحينما يمتص السوق أو المؤشر هذا الحدث من التصرف الذي يأخذه المستثمرون بالشراء أو البيع علي حسب الحدث ومدي تفاؤل أو تشاؤم المستثمر فيه أو تتضارب التوقعات في هذا الحدث يستطيع السوق امتصاص هذا الحدث المفاجئ وتعود قدرة التحليل مرة أخري للحكم علي العرض والطلب. اذن قدرة التحليل تفقد تركيزها فقط عند الحدث المفاجئ ويعاود بسرعة شديدة التحليل للعودة للتوقع والنظر لقدرة العرض والطلب مرة أخري. لمياء جمال الدين