رغم حالة الارتياح التي عمت السوق بعد التراجع عن فرض الضرائب الرأسمالية علي أرباح البورصة إلا أن جدل الأموال الساخنة لم ينته ويطالب الخبراء بضرورة وضع ضوابط علي هذه الأموال حتي لا تضر بالاقتصاد المصري في ظل الظروف الدقيقة التي يمر بها مطالبين بضرورة حذو دول مثل السعودية وماليزيا التي وضعت ضوابط لهذه الأموال إلا أن الصورة كما يؤكدها الخبراء هي رغبة المالية في الابقاء عليها كمصدر رئيسي لتمويل عجز الموازنة الذي تفاقم وحرصت علي توفير مصادر لسد هذه الفوهة الكبيرة. كان "الأسبوعي" قد آثار هذه القضية في نوفمبر من العام الماضي ومن قبله في أبريل إلا أن خطوات الحكومة تسير علي استحياء لمواجهة هذا الخطر الذي أضر في الأجل القصير بكبري بيوت المال في الولاياتالمتحدة قبل ثلاث سنوات ابان الأزمة المالية العالمية. وكانت أحدث التقارير الصادرة الحكومية عن أن الأموال الساخنة قد أضرت بالاقتصاد القومي حيث أكد أن زيادة استثمارات الأجانب في الأوراق المالية، حمل البنك المركزي تكلفة عالية وضغوطا متزايدة وقال إن استثمارات الأجانب في محفظة الأوراق المالية في النصف الأول من العام المالي قفزت إلي نحو 4،6 مليار دولار مقابل 1،6 مليار دولار فقط في الفترة المناظرة من العام المالي السابق ومع ذلك يتعين الاشارة إلي أمرين أولهما أن هذه الزيادة ظلت مقصورة علي الربع الأول من عام المتابعة علي نقيض الربع الثاني الذي شهد تراجعا في التدفقات بما يزيد علي 1،3 مليار دولار، وثانيهما أن الشطر الأكبر من الاستثمارات الأجنبية في محفظة الأوراق المالية يتركز في الاكتتاب في أذون الخزانة العامة رغبة في الاستفادة من فارق الهامش بين الفائدة المحلية والفائدة علي العملات الأجنبية الرئيسية. وفي ظل استقرار سعر الصرف الأجنبي وما يعنيه من تقليل المخاطر المرتبطة بتقلبات قيمة العملة المحلية فضلا عن ضمان حرية تحويل الأرباح وإعادة تصدير رأس المال دون أي قيود مما يشكل حافزا قويا للاستثمار في سوق الأوراق المالية المصرية باعتبارها من الأسواق الصاعدة الآمنة. الأموال الساخنة يذكر أن هذه الأموال تدخل تحت تصنيف استثمارات قصيرة الأجل "الأموال الساخنة" وهي استثمارات تدار بعقليات محترفة ذات خبرات اقتصادية كبيرة تدخل دائما للاقتصادات الصاعدة للاستفادة من صعودها وتحقيق معدلات ربحية مرتفعة جدا خلال فترات زمنية قصيرة وتخرج بسرعة وغالبا لها تأثيرات سلبية سيئة علي الاقتصاد وقد دخلت هذه الاستثمارات للبورصة المصرية في منتصف التسعينيات من القرن الماضي للاستفادة من صعودها واستطاعت الارتفاع بأسعار الأسهم وبشكل فقاعي وغير مبرر مستغلة قلة خبرة القائمين علي البورصة. وكذا المتعاملون المحليون معها واستطاعت هذه الاستثمارات جني أرباحها والخروج بسرعة مخلفة وراءها خسائر رهيبة للمتعاملين المحليين مازال بعضهم وللآن لم يستعوض خسائره، كما تدخل هذه الاستثمارات أيضا عند طرح سندات بفوائد مرتفعة للاكتتاب والبيع بعد التخصيص مباشرة محققة أرباحا كبيرة خلال فترة زمنية قصيرة كما تدخل أيضا لشراء شركات ضمن برامج الخصخصة في الدول النامية وتكون لهذه الشركات أصول ثابتة لها قيمة كأراض وعقارات لا من أجل الإصلاح الهيكلي للشركة وإعادة الإنتاج والتشغيل بشكل يحقق أرباح ويضيف قيمة للاقتصاد بل من أجل تفريغ الشركة من أصولها ببيعها وتحقيق أرباحا سريعة والخروج أيضا ببيع الشركة بعد تجريدها من أصولها أو حتي تركها بعد بيع أصولها لمن باعها. وهذه الأموال تمتلك المعلومات التي تمكنها من التخطيط الدقيق لكيفية تحقيق المكاسب وخلال فترات زمنية قليلة جدا والانسحاب السريع. غسيل الأموال قال أحمد يونس رئيس جمعية العربية للبحوث والتحليل الفني إن الأموال الساخنة ينبغي أن تخضع لضوابط خلال الفترة المقبلة ولكن ليس في هذا التوقيت وإنما مع بداية العام الجديد مشيرا إلي أن الفترة الأخيرة شهدت تخوفا كبيرا