دخل الاقتصادي المصري البارز عالمياً الدكتور محمد العريان علي خط المنافسة علي رئاسة البنك الدولي خلفاً للفرنسي دومينيك ستراوس الذي يواجه اتهامات تتعلق بالتحرش الجنسي والاعتداء علي عاملة بأحد فنادق نيويورك. وفي حالة فوز العريان بالمنصب فإنه يعد العربي الأول الذي يشغل هذا المنصب الرفيع الذي ظل قاصراً علي الأوروبيين في مقابل سيطرة الأمريكان علي صندوق النقد الدولي. وعلي الرغم من أن د. محمد العريان اسم غير معروف في الشارع المصري، إلا أنه واحد من أبرز خبراء الاقتصاد في العالم، فهو يشغل منصب الرئيس التنفيذي لمؤسسة "بيمكو" الدولية التي تعد أكبر مستثمر سندات في العالم، وهو اسم معروف وسط النخبة الاقتصادية في مصر حيث كان يعمل أستاذاً للاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة قبل هجرته للولايات المتحدة منذ سنوات طويلة، كما استشارته الحكومات المصرية المتعاقبة في قضايا اقتصادية تهم الشأن المصري منها الخصخصة وإدارة السياسة النقدية وعجز الموازنة العامة للدولة والدين العام المحلي. وينافس العريان في هذا المنصب الدولي المرموق عدد من أبرز الساسة والاقتصاديين في العالم علي رأسهم جوردن براون رئيس الوزراء البريطاني السابق وستانلي فيشر محافظ البنك المركزي الإسرائيلي ود. كمال درويش الاقتصادي التركي البارز ووزير المالية السابق وتريفور مانويل وزير المالية بجنوب إفريقيا وهو الاسم الوحيد المطروح من القارة السمراء للمنصب الشاغر، كما ينافس العريان علي المنصب أيضاً ثري إس سريدار رئيس بنك الهند المركزي وهو أحد بنوك القطاع العام بالهند وليس البنك المركزي وأو جو سطين كار ستينز محافظ البنك المركزي المكسيكي وماريو دراجي محافظ البنك المركزي الإيطالي ومونتل سينج أهلو واليا نائب رئيس لجنة التخطيط الهندية وثارمان شانموغاراتنام وزير المالية السنغافوري. وكانت صحيفة "الجارديان" البريطانية قد ذكرت أمس أن د. محمد العريان هو أحد المرشحين الرئيسيين لرئاسة البنك الدولي، وأنه في ظل تصاعد الضغوط لإقالة دومينيك ستراوس من منصبه عقب الكشف عن نوعية الاتهامات الموجهة له، فقد طرحت العديد من الأسماء لشغل المنصب الدولي. ويري محللون دوليون أن فرص العريان في الفوز بالمنصب كبيرة، فهو إلي جانب أنه وجه دولي معروف استعانت به بعض دول العالم بما فيها الأوروبية لانتشالها من الأزمات المالية والاقتصادية التي مرت بها، فإنه أيضاً يحمل مؤهلات علمية تؤهله لذلك، فهو أستاذ جامعي بكلية إدارة الأعمال التابعة لجامعة هارفارد التي تصنف علي أنها أرقي المؤسسات الجامعية في العالم كما أن العريان عمل لمدة 15 عاماً في صندوق النقد الدولي بواشنطن، وأهلته هذه الفترة لاكتساب خبرة في إدارة الاقتصاد العالمي، كما أن العريان الذي حصل أيضاً علي الجنسية الأمريكية كان له دور بارز في إدارة شركة "هارفارد"، ويراهن كثيرون علي فوز العريان بالمنصب لأنه سيكون الحدث الأول من نوعه علي مستوي الدول النامية.