يستشعر الفلسطينيون في قطاع غزة والإسرائيليون أيضا بأن حربا قريبة علي جبهة القطاع المحاصر، إثر التصعيد الكبير الذي شهد خلال الأسبوعين الماضيين تراشقا صاروخيا بين الطرفين وغارات استهدفت ناشطين من حماس والجهاد الاسلامي قتلت في طريقها عشرات المدنيين الفلسطينيين من الاطفال والعزل. لا يبتعد هذا الاحساس عما أكده وزير الدفاع الاسرائيلي إيهود باراك بأن المواجهة مع حركة حماس تقترب يوما بعد يوم رغم أنه أشار إلي رغبة حكومته باستمرار الهدوء. هذه التصريحات المبطنة تذكرنا بالحرب التي شنتها إسرائيل علي قطاع غزة في نهاية عام ،2008 غير مكترثة بالتحذير الدولي ولا اللوم الأمريكي ولا الصوت العربي بل استمعت لصوت أجهزة الأمن التي رأت في العملية الحربية ردعا لصواريخ القسام التي تهدد أمن البلدات الاسرائيلية الجنوبية حتي لو كان الثمن آلاف الجثث والتي لم تحقق لإسرائيل الأمان المنشود الذي أرادته، لكن تبقي للاحتلال حجة لاستخدام قوته المطلقة في تدمير الشعب الفلسطيني، وهو لا يترك فرصة إلا ويقتضها ليوجه قوته العسكرية نحو صدور المدنيين العزل من أجل تركيع الشعب وما يدور في الميدان ربما يؤكد النوايا الاسرائيلية فعملية نشر الجيش الاسرائيلي بطارية ثانية من نظام "القبة الحديدية" المضاد للصواريخ في جنوب إسرائيل قرب حدود قطاع غزة وهو ثاني نظام يصبح معمولا به بعد الذي نشر في منطقة بئر السبع من دون إضافة أي تفاصيل فاسرائيل قامت بنشر بطارية أولي من نظام "القبة الحديد" في محيط بئر السبع في السابع والعشرين من الشهر الماضي في صحراء النقب اثر إطلاق صواريخ "غراد" من قطاع غزة علي هذه المدينة وعلي عسقلان جنوب تل أبيب. و"القبة الحديد" نظام من ابتكار اسرائيل يسمح مبدئيا باعتراض صواريخ يتراوح مداها بين 4 و70 كم تطلق من قطاع غزة علي جنوب اسرائيل. تبدأ إسرائيل عدوانها دائما بتحميل طرف المسئولية ليكون كبش الفداء لأي عملية انتقامية تجهز وتخطط لها وفي هذه المرحلة والمرات التي سبقتها حددت اسرائيل أهدافها وصوبت سهامها واتهاماتها إلي حماس التي اعتبرتها المسئولة الأولي عن كل ما يجري في قطاع غزة. وتأكيدا علي استعداد إسرائيل للعمل، نشر الجيش الاسرائيلي مدرعات حول غزة وبطارية للصواريخ تابعة لمنظومة القبة الحديدية التي قالت إسرائيل عنها أنها ستنشر المزيد منها وتفجر الموقف في غزة بعد اغتيال اسرائيل المسئول كبير في كتائب القسام التابعة لحماس واثنين من مساعديه لتكون بمثابة الضربة الوقائية بالنسبة لها وفي كل مرة الذريعة موجودة وهو تأمين مواطنيها الذين يعيشون خطرا في المناطق الحدودية. وهناك شبه تأكيد بأن يكون لتراجع القاضي الجنوب افريقي رئيس لجنة تقصي الحقائق الدولية ريتشارد جولد ستون عن تقريره حول الحرب العدوانية الاسرائيلية علي غزة دور كبير في تشجيع إسرائيل للتمادي في ممارستها القمعية ضد الشعب الفلسطيني دون ردع أو عقاب اذ يعد هذا التراجع بمثابة انتصار كبير للارهاب الاسرائيلي الذي مورس بدأب علي القاضي جولد ستون وكان واضحا في هذا التراجع المفضوح رائحة إسرائيل القوية في الهيمنة علي أي قرارات دولية بشأنها، ممارسة الضغط والابتزاز هي من شيم اسرائيل غير أن هذا التراجع المخجل يعطي إسرائيل ذرائع أخري وغطاء مباشرا لعدوان آخر واطلاق يدها في ارتكاب المزيد من المجازر وإلا بماذا يفسر جولد ستون رفض إسرائيل التعاون مع بعثة لجنة التحقيق في نتائج العدوان علي غزة؟! واذا كانت حملات الترهيب والتضليل التي تقودها الآلة الإعلامية الاسرائيلية في المحافل الدولية والسياسية عن إثناء القاضي الدولي عن قول الحقيقة حتي النهاية فما الذي يمنعها من شن حرب جديدة أكثر شراسة وضراوة من سابقتها طالما النتيجة معروفة وأنها ستكون محمية بالقانون؟! ولا يبقي الامل في حفظ حق الدماء الفلسطينية سوي في الأممالمتحدة حتي لو كان ضعيفا لانقاذ ما يمكن انقاذه مما