تستأنف البورصة المصرية تداولاتها غدا الأربعاء بعد توقف دام لأكثر من 7 أسابيع متواصلة، وتحديدا منذ 30 يناير الماضي بعد اندلاع ثورة "25 يناير" التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك إذ تكبدت أكبر خسائر في تاريخها قاربت ال80 مليار جنيه، لتستأنف تداولاتها بعد أطول فترة توقف منذ انشائها. وجاء إعلان مجلس الوزراء المصري ببدء استئناف التداول، ليسيطر علي المستثمرين حالة من الخوف والترقب لاسيما فيما ستشهده الجلسات الأولي من التداول. وحذر محللون من تكبد البورصة خسائر فادحة إضافية في حالة اقدام المستثمرين علي عمليات البيع المكثف والعشوائي، داعين أصحاب الأسهم الذين لا يحتاجون أموالهم في الوقت الحالي بعدم بيع الأسهم باعتبار أن ذلك سيكبدهم خسارة كبيرة. وأشار الخبراء إلي أن "صندوق مصر المستقبل للاستثمار" والذي تم تدشينه خصيصا لمساندة البورصة خاصة بعدما أبدي عدد كبير من المواطنين رغبتهم في مساندة البورصة للخروج من وضعها الحالي وتعويض خسائرها، مؤكدين أن ذلك الصندوق يصلح لكل من ليس لديهم خبرة بالبورصة، حيث يقومون بشراء استثمارات ويتولي إدارتها في البورصة شركة ذات خبرة بالتداول. من جانبه طمأن محمد عبدالسلام رئيس البورصة الجديد المستثمرين، داعيا إلي عدم الافراط في مشاعر القلق من قبل المستثمرين لافتا إلي أن قيمة نقودهم مازالت موجودة، وتتمثل في الأوراق النقدية التي يملكونها، داعيا إلي التقليل من مشاعر الخوف والذعر بين المواطنين حتي لا يدفعهم ذلك للبيع العشوائي بدون سبب. وأشار عبدالسلام، إلي أن كشف الفساد الماضي يعد مصدر طمأنينة للمستثمرين المصريين والأجانب، وأنهم لن يضطروا لدفع الرشاوي للتمكن من مصالحهم بعد الآن. من ناحية أخري، دعا خبراء ومحللون ببنوك الاستثمار المصرية إلي الشراء عند المستويات الحالية للأسهم، معتبرين أن الأسعار الحالية للأسهم جذابة ومغرية للشراء، محذرين في الوقت نفسه من البيع العشوائي من قبل المتعاملين منعا للتعرض لخسائر فادحة. وقال عمرو الألفي رئيس قسم البحوث ببنك الاستثمار "سي آي كابيتال" ان هناك فرصة كبيرة أمام المستثمرين لتعويض بعض من خسائرهم إذا امتنعوا عن البيع المكثف، مشيرا إلي أن الأسعار الحالية للأسهم مغرية للغاية وجاذبة للشراء ومن ثم تكوين مراكز جديدة، خاصة أن أغلب الأسهم فقدت أكثر من 50% و60% من قيمتها خلال جلسات ما بعد ثورة "25 يناير". ومن جانبه أكد أحمد شحاتة رئيس قسم التحليل الفني بشركة "النوران" أن سيناريوهات الجلسات الأولي من التداول تكاد تكون معروفة، مشيرا إلي أنه من المتوقع عمليات بيعية حادة من قبل المتعاملين تتبعها ارتدادة تصحيحية لأعلي، داعيا في الوقت نفسه إلي عدم الافراط في مشاعر الخوف والتوتر الذي قد يؤدي إلي مزيد من المشكلات. وأكد أن هناك فرصة جيدة بانتظار المستثمرين لتكوين محافظ جيدة وترتيب الأمور، ومن ثم تعويض الخسائر خاصة في ظل الأسعار الحالية للأسهم والتي وصلت إلي مستويات متدنية للغاية. وقال إيهاب سعيد عضو مجلس إدارة شركة أصول لتداول الأوراق المالية أنه في حال عدم البت بشأن مبلغ ال600 مليون جنيه الخاصة بدعم الكريديت، والتي تم التوصل اليها من خلال اجتماع اللجنة السباعية مع شركة مصر للمقاصة، وكذا ال"150 مليون" جنيه المقررة من وزارة المالية للعاملين بشركات السمسرة فمن المتوقع أن يتم فتح السوق أقل من 5 دقائق، لأن الشركات ستتسابق علي البيع لتغطية الكريدت، ومن ثم سيتم إغلاق التداول. ويوضح أنه في حالة حدوث هذا ستذهب جميع شركات السمسرة للبورصة وستطالبها بإيجاد حل لتلك المشكلة، لأن ذلك معناه خراب السوق، لافتا إلي أن غالبية المستثمرين لديهم اعتقاد خاطئ أن الشركات ليست في صفهم، كما أن الشركات ليست ساذجة حتي لا تدرك أهمية المستثمر والعميل، فالشركات تدرك أن المستثمر هو أصل الصناعة، ولا يمكن الوقوف ضده، ومن ثم فالمشكلة الكبري لدي الشركات هي مشكلة الكريديت، وهو ما يدعو إلي حل تلك المشكلة قبل فتح السوق.