بعد أن أبدت رغبتها في مساعدة اليونان وبعدها إسبانيا والبرتغال وبعد شراء الكثير من الشركات الصينية لنظيرتها الأوروبية يقول محللون اقتصاديون إن الصين التي تعد أكبر دولة دائنة للولايات المتحدة أصبحت الآن منقذا محتملا لإخراج أوروبا من أزمة الديون السيادية بفضل الاحتياطي الهائل الذي تملكه من العملة الأجنبية. ويري المحللون في صحيفة الفاينانشال تايمز ان توجه الصين نحو أوروبا ودفاعها عن اليورو يخدم مصلحة الصين ويمكنها من التأكد من أن الاتحاد الأوروبي شريكها التجاري الأول سيواصل شراء منتجاتها ولتنويع احتياطيها من العملة الصعبة الأكبر في العالم والتي تشهد زيادة مستمرة. وتملك الصين أضخم احتياطيات في العالم من العملة الصعبة بلغ 2684 مليار دولار في نهاية سبتمبر الماضي وخلال الأزمة المالية استثمرت احتياطياتها من اليورو في شراء سندات ديون عامة من دول الاتحاد الأوروبي التي عانت من الأزمة في خطوة تهدف إلي كسب ثقة دول منطقة اليورو. وبذلك قامت ثاني أكبر دولة صناعية في العالم خلال أزمة اليورو بلعب دور المنقذ ومدت يد العون للدول التي تعاني من الديون مثل إسبانيا والبرتغال واليونان من خلال شراء كميات كبيرة من سندات الدين العام. والصين لا تمول الآن فقط ديون الأوروبيين بل أصبحت منذ فترة طويلة أكبر مانح للقروض للولايات المتحدة . وكان نائب رئيس الوزراء الصيني وانج كيشان قد صرح بأن الصين مستعدة لدعم إجراءات الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي لتأمين الاستقرار المالي لأوروبا معبرا عن أمله في أن تؤدي الإجراءات التي اتخذتها المفوضية الأوروبية والصندوق إلي "نتائج في أسرع وقت ممكن". ومن جانبها رحب المفوض الأوروبي للشئون الاقتصادية "أولي رين" بهذا الدعم. وقال باتريك شوفانيك أستاذ الاقتصاد في جامعة تسينخوا في بكين إن الدور الجديد الذي يلعبه الصينيون يمكن ان يفيدهم علي الصعيد السياسي والاقتصادي ويتفق مع خطتهم للتنويع ليصبحوا أقل ارتباطا بالدولار. ومن أسباب تقديم الصين مساعدات إلي الدول الأوروبية هو السعي للحيلولة دون إفلاس هذه الدول فإسبانيا علي سبيل المثال تشكل رابع قوة اقتصادية في منطقة اليورو لأنه اذا حدث الافلاس هناك فإنه كما يكلف الأوروبيين غاليا يعود بنتائج سلبية علي الاقتصاد الصيني فأوروبا هي أكبر شريك تجاري للصين ووقوع اليورو في أزمة يضعف بشكل قوي الطلب علي الصادرات الصينية كما أن تراجع قيمة اليورو سيؤثر سلبا علي مقدرة الصادرات الصينية علي المنافسة. كما أن الصين بحاجة إلي الطلب الأوروبي علي صادراتها لكي تتمكن من تنشيط النمو لديها لأن الاستهلاك الوطني لا يكفي وحده لتحريك عجلة النمو. مصطفي عبد العزيز