تمر اليونان بأزمة مالية جعلتها علي حافة الافلاس وأجبرتها علي مديرها طلبا للمساعدة الأوروبية الدولية فهل ينتظر الولاياتالمتحدة هذا المصير المشئوم بسبب الأزمة المالية العالمية؟. مواجهة أمريكا للأزمة التي تشبه الي حد كبير أزمة اليونان لتشابه ظروف البلدين والذي يعرض أثينا في لحظة للخروج من الاتحاد الأوروبي. فالبلدان غارقان في أكبر مستنقع للديون التي تزايدت باطراد خلال العقد الماضي الي الحد الذي أصبح يشكل تهديدا للأمن القومي الأمريكي أكثر خطورة من الإرهاب. وتفاقم مشكلة الديون الأمريكية يرجع الي أن معظمها يقع تحت أيدي دول أجنبية في مقدمتها الصين التي تستحوذ علي أكبر حصة من الديون الأمريكية في شكل أذون خزانة. وفي حالة تحرك تلك الدول للضغط علي واشنطن لمطالبتها بسداد مديونيتها فإن ذلك قد يعني مزيدا من التفاقم مثلما حدث مع اليونان التي أصبحت علي حافة الافلاس مع فقد المستثمرين ثقتهم في الاقتصاد اليوناني وقدرته علي الوفاء بمديونياته. كما أن ضغط الدائنين علي واشنطن لسداد ما عليها يعني إعادة رفع أسعار الفائدة مرة أخري وتآكل الانتعاش الهش للاقتصاد الأمريكي. وتتساءل وكالة الأسوشيتدبرس: الي متي ستظل أمريكا متصدرة للاقتصاد العالمي مع تصدرها لقائمة أكبر المدينين في العالم؟. ألان جريتسبان رئيس البنك الاحتياطي الفيداليي البنك المركزي يقول إن التاريخ يذكر لنا أن القوي العظمي تتخلي عن نفوذها مع دخولها مشكلة مالية مثل الديون والعجز المالي القياسي. ففي أعقاب الهيمنة الاسبانية علي العالم في القرن ال16 والفرنسية في القرن ال17 والبريطانية في القرنين ال18 وال19, برزت أمريكا كقوة عظمي في القرن ال20 وأوائل القرن الحالي حتي الآن. وذكر نورمان أوجستين الرئيس السابق لشركة لوكهيد مارتين, أنه اذا لم يتم القيام باجراءات دراماتيكية مثل تعزيز الاستثمارات في البحث العلمي والتعليم فإن القرن الحالي سوف يكون صينيا أو هنديا. لكن بعض المحللين يشككون في إمكانية مواجهة الولاياتالمتحدة لمصير اليونان معتبرين أن الثانية ذات اقتصاد هش ونظامها المالي وراء الأزمة الطاحنة الخطيرة, مشيرين الي أن استنساخ التجربة اليونانية مع الولاياتالمتحدة سوف يحسمها الوقت.