* مع بداية عام جديد، ووداع آخر لم يحمل سوي الفشل والتخاذل والأحداث الدامية دخل موقع ويكيليكس علي خط الانقسام الفلسطيني مما زاد العلاقة المتوترة بين فتح وحماس توترا، خاصة وأن تقارير الموقع قد اشعلت الجدل فلسطينيا خاصة بين الحركتين اللتين استغلتا التقرير في اظهار صدق كل منهما فيما يخص الموقف من الحرب علي غزة، والمصالحة الفلسطينية وفي الأيام الأخيرة التراشق الإعلامي حول المعتقلين السياسيين لدي السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية. لقد نشر موقع ويكيليكس الذي اشتهر أخيرا بنشر وثائق دبلوماسية أمريكية مسربة وثيقة قبل أيام قليلة جاء فيها أن قياديين في حركة فتح طالبوا يوفال ديكسن رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي بمهاجمة حماس بعد سيطرتها علي غزة في يونيو 2007 والحاقها هزيمة عسكرية بقوات فتح وأجهزة السلطة الأمنية. ووفقا للبرقية المرسلة إلي الخارجية الأمريكية من تل أبيب فإن فتح وصلت إلي مرحلة الصفر وتطالب إسرائيل بمهاجمة حماس وهو ما اعتبره تطور جديد لم تشهد مثله الدبلوماسية الأمريكية من قبل، خاصة فقدان الأمل. غير أن هذه الوثيقة تدحض الوثيقة التي نشرت في بداية الصجة التي فجرها موقع ويكيليكس والتي تكشف عن أن باراك كان قد كشف لأعضاء الكونجرس الأمريكي في يونيو 2008 فيما إذا كان لديهم الاستعداد للسيطرة علي القطاع ويقصد السلطة وفتح وحيث إن السلطة رفضت ذلك فإن باراك يعيد إلي هذا الرفض عدم ذهاب قواته بعيدا وتراجعه في سجن حماس في غزة حتي اسقاطها وكأن إسرائيل لا تسعي إلي الابقاء علي الانقسام. وإذا كانت حركة فتح في السابق قد اعتبرت أن وثائق ويكيليكس هي دليل علي مصداقيتها وأنها كانت الاسبق عندما أعلنت عن وجود فيتو خارجي علي المصلحة الفلسطينية قبل أن يكشف ذلك التقرير بأكثر من عام فقد جاءت اليوم ونفت التسريبات الخاصة بتواطؤها لمهاجمة حركة حماس بعد سيطرتها علي قطاع غزة معتبرة هذه الادعاءات باطلة لأنه شيتنافي علي مبادئ الحركة والقيم الوطنية الحاكمة لعمل ومهمات مناضليها في مواقعهم. ربما يكون ما جاء في الوثيقة تزويرا كما حدث مع العديد من الدول التي رفضت الوثائق الخاصة بها، وربما يكون فيها ظل من الحقيقة، غير أن المؤكد في الأمر أن إسرائيل وكعادة أجهزة استخباراتها الأمنية تسعي دائما لشق الخلاف في الواقع الفلسطيني. كما أن إحدي البرقيات التي أعلن عنها الموقع مؤخرا تكشف مدي الرغبة الإسرائيلية بفرض حركة حماس فعلا سيطرتها علي قطاع غزة ولاعتقادها بأن سيطرة حماس علي غزة سيتيح لها التعامل مع القطاع.. ككيان عدو وقد أعلنت عن هذه الرغبة أكثر من مرة، كما أن سيطرة حماس علي القطاع ستتيح لإسرائيل امكانية التعامل مع الحركة كتنظيم أقل من دولة، وفي المقابل فإن إسرائيل ستتعاون مع حركة فتح في الضفة الغربية الوثيقة التي اعتمدت هذا التشكيك وأعلنت موجة جديدة من التراشق الإعلامي بين الحركتين استندت في معلوماتها علي حالة الأجهزة الأمنية للسلطة في غزة أثناء الاقتتال علي حماس وعدم تنظيمها ويأسها ومعاناتها من تدني الروح المعنوية معتبره ذلك الوضع لا يمكن الانتصار فيه، ولا يخلو الأمر من إضافة بعض عوامل الاثارة، بإن تسرب إسرائيل امعانا في تجسيد الانقسام بأن فتح تطالب منها مهاجمة حماس. ولأن التوتر بين الحركتين مشتعل أصلا، والتراشق الكلامي بينهما لايزال مستمرا خاصة بشأن المعتقلين السياسيين لحماس في الضفة الغربية والعكس فكان من الطبيعي أن تستغل حماس الوثيقة لتأكيد اتهاماتها المستمرة للسلطة بالتعاون مع إسرائيل ضد الحركة في غزة والضفة الغربية. وبات من الطبيعي منذ الانقسام أن يكون المشهد الفلسطيني وبالذات بين الحركتين ملتهبا ومحتقنا حتي وصل الشعب الفلسطيني لقناعة أن ملف المصالحة أصبح من الماضي، وأن معجزة من السماء هي وحدها من تستطيع حلحلة هذا الملف الشائك وأن ما يحدث من تبادل الاتهامات من حين لآخر هي مجرد مشاكل يفتعلها الطرفان لأنهما في النهاية غير حريصين علي المصالحة أو التنازل عن الحكم، وقد أشارتة نتائج استطلاع للبحوث السياسية والمسحية إلي تدهور بارز ومستمر في اعتقادات الجمهور الفلسطيني في الضفة والقطاع في مستوي الحريات العامة منذ الانفصال بين الضفة والقطاع.