مع انتشار العشوائيات في مختلف محافظات جمهورية مصر، وشكوي العديد منها بأنها مصدر للأمراض والجرائم، قدمت محافظة دمياط تجربة مختلفة، حيث قامت بتحويل 13 منطقة عشوائية لمركز كبير متخصص في صناعة الأثاث، لتضم تلك المنطقة إلي قلعة مدينة دمياط الصناعية، "الأسبوعي" رصد تلك التجربة وكيف تم تحويل تلك المنطقة من العشوائية للصناعية، والمردود الاقتصادي لها. بداية قال محمود العراقي صاحب إحدي الورش بمنطقة المحور بدمياط، إنه تم اختراق 13 منطقة عشوائية بدمياط، ومن خلال شق طريق بلغ طوله 8 كيلو مترات والمعروف ب"طريق المحور"، وهو الأمر الذي ساعد في جذب انتباه رجال صناعة الأثاث بدمياط للمجئ للمنطقة، بالإضافة إلي تسليط الضوء علي أصحاب الورش الصغيرة الموجودة من الأساس، لتتحول تلك المنطقة العشوائية إلي أكبر مركز لصناعة وتصدير الأثاث بمدينة دمياط. أشار العراقي إلي أن عدد الورش وصل في المنطقة إلي 102 ورشة لصناعة الأثاث ومكملاتها. أشار علاء راشد عضو جمعية تطوير صناعة الأثاث، بأن عدد المعارض بالمنطقة وصل إلي 75 معرضا، مما أسهم في توفير أكثر من خمسة آلاف فرصة عمل، وهو الأمر الذي جعل المدينة تشهد إقبالا من أبناء المحافظات المجاورة، لسد حاجة الأسواق. وأكد أن مدينة دمياط تعتبر من المدن الخالية من البطالة، والجاذبة للعمالة، بالاضافة إلي مساهمة تلك الصناعة في تنشيط سائر الخدمات الاقتصادية الأخري بالمحافظة، سواء لخدمة أبنائها أو خدمة الزائرين من الراغبين بشراء الأثاث يوميا، والذي يقدر عددهم بالآلاف من داخل مصر وخارجها. انتعاش اقتصادي أضاف ناجي السيد صاحب ورشة أثاث بالمنطقة، أنه مع شق طريق المحور شهدت المنطقة انتعاشاً لحركة أسواق العقارات والمحلات، التي تخدم صناعة الأثاث من مستودعات الأخشاب والحدايد والدهانات والمطاعم، وحركة النقل، ومزيد من الأمان في المنطقة، بعدما انصرف عنها الفئات المشبوهة الذين كانوا يقيمون بها ليلا ويتخذونها مأوي لهم. وقالت علياء البكري أحد سكان المنطقة، بأن المنطقة تغير حالها للأفضل بعدما أصبحت منطقة صناعية، فكانت في البداية مكاناً طبيعياً لانتشار الأمراض والأوبئة، نتيجة تجمع القمامة بها، فضلا عن انتشار حوادث السرقة والاغتصاب بها، ولكن الآن أصبحت المنطقة مليئة بالحركة ليلا ونهارا، بالإضافة إلي أنها فتحت مجالاً كبيراً للعمل من أبناء المنطقة. التصدير للخارج أكد أحمد والي أمين عام الغرفة التجارية بدمياط، بأن قيمة الإنتاج المضاف من منطقة المحور وحدها يصل إلي 90 مليون جنيه سنويا، لتحقق المنطقة إضافة حقيقية للدخل القومي، وتصبح دليلاً علي ارتفاع المؤشر الاقتصادي الناجح بمدينة دمياط. أشار عبدالرازق حسن رئيس مجلس جمعية تطوير صناعة الأثاث، بأن منطقة المحور تشهد إقبالا من المستوردين من مختلف الدول العربية مثل السعودية والكويت ولبنان، بالاضافة للعديد من الدول الأجنبية، وهو الأمر الذي أسهم في اظهار وتعريف الأسواق الخارجية بأصحاب الورش بالمنطقة، بعدما كانوا يعيشون داخل كتلة عشوائية لا يشعر بها أحد، لتصبح قيمة تصدير الأثاث من المحور نحو 10 ملايين دولار سنويا، مشيرا إلي أن المعارض التي ينظمها مركز تحديث الصناعة المصرية أو الذي يشارك فيها لها مردود إيجابي علي صناعة الأثاث بدمياط، وكذلك منطقة المحور، حيث نجحت في إبرام تعاقدات مباشرة وغير مباشرة بين العديد من المصانع المصرية والأسواق العالمية خاصة أنها تتمتع بمواصفات جودة عالمية وأذواق عالية، وسعر مناسب مؤكدا أنه تتم متابعة هذه المعارض الخاصة بمنتجات الأثاث المصرية، مع استضافة مجموعة من الخبراء العالميين لتقديم الخبرة، ونقل خبرات التصدير إلي الأسواق العالمية، لتحقق المصانع التي شاركت في المعارض التي نظمها البرنامج، تعاقدات تصديرية كبيرة تكفي