"تم آتي" أو مدينة مجري الماء هي دمياط المحافظة التي لم تنته أحلامها منذ العصر الفرعوني وبالرغم من تميزها بالعديد من الصفات المعروفة للجميع إلا أن التحدي كان أهم ما تميزت به علي مر التاريخ، فبعد انتصارها علي حملة لويس التاسع عام 1250 بدات تواصل مسيرتها في تحقيق الرخاء وبناء نهضتها الحديثة الأمر الذي دعا "الأسبوعي" للتعرف علي الاحلام الدمياطية من خلال هذا التحقيق الذي رصد فيه علي لسان المستثمرين العديد من المشكلات التي تؤرق طموحاتهم وتقف حائلا أمام تحقيق المزيد من الأحلام. الفجوة تعتبر الفجوة بين صادرات دمياط من الأثاث وحجم ما تستورده من الأخشاب والبالغة نحو 800 مليون دولار من أهم المشكلات التي من الضروري الوقوف علي أسبابها والتي يأتي في مقدمتها كما يؤكد المهندس وائل علي حسن عضو مجلس الشعبة العامة للمستوردين عدم القدرة علي اقتحام الاسواق العربية بالرغم من وجود اتفاقية التيسير العربية والتي أزيلت بمقتضاها جميع الرسوم الجمركية علي التبادل التجاري البيني بين 18 دولة عربية الا أن نسبة التجارة بينها لم تتجاوز 8% وهي نفس النسبة قبل تطبيق الاتفاقية موضحا أن هناك بعض الدول مازالت تستخدم القوائم السلبية وأخري تعتمد علي الاجراءات الفنية علي الرغم من صدور قرار من المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالغائها. ويتفق معه الرأي السابق في السياق علي حسن المبشر نائب رئيس الغرفة المصرية المغربية المشتركة مؤكدا أنه في سبيل إنهاء هذه العقبة لابد من اللجوء الي الاتفاقيات الثنائية المشتركة بين البلاد العربية حتي نستطيع دخول السوق العربي حيث وصلت رءوس أمواله التي تدار خارج المنطقة إلي أكثر من ألف مليار دولار في حين لم تتعد الأموال العربية داخل الوطن الغربي ال 50 مليار دولار. ومن جانبه كشف أحمد والي سكرتير عام الغرفة التجارية بدمياط عن وجود مباحثات بين مدينتي دمياط و"تافرنا" الإيطالية يتم بمقتضاها تخصيص مساحة أرض داخل المدينة الإيطالية تستطيع من خلالها المنتجات الدمياطية الاستفادة منها في التخزين لتكون نقطة انطلاق لها داخل سوق الاتحاد الأوروبي ودول البلطيق وفي المقابل سوف يتم تخصيص قطعة أرض للمدينة الإيطالية لتخزين بضائعها أيضاً في دمياط لتكون نقطة لها لاقتحام الأسواق المحيطة. يذكر أن دمياط تنتج ما يقرب من ثلثي إنتاج الأثاث علي مستوي الجمهورية ويوجد بالمحافظة نحو 30 ألف ورشة لهذه الصناعة والصناعات المكملة لها كما تضم ألف صالة عرض ويبلغ عدد المشتغلين بها في هذا المجال نحو 75 ألف عامل. منطقة حرة جديدة من جهة أخري فانه قد تم استغلال المنطقة الحرة بمحافظة دمياط بالكامل وهو ما دعا مجلس إدارتها برئاسة المحافظ الدكتور محمد فتحي البردعي بتقديم طلب إلي الدكتور زياد بهاء الدين لتخصيص منطقة حرة جديدة. وأكد علي حسن المبشر وهو عضو مجلس إدارة المنطقة الحرة أيضاً أن المنطقة القائمة مقامة علي مساحة 195 فداناً وحتي مارس 2003 لم يتم تسليم سوي 599 متراً مربعاً فقط إضافة إلي وجود العديد من المشروعات المتعثرة بالمنطقة الأمر الذي جعل أعضاء المنطقة يقومون بالتقدم لرئيس الهيئة للموافقة علي تخفيض مقابل حق الانتفاع بالأراضي المخصصة لإقامة المشروعات بنسبة 50% أسوة بالمنطقة الحرة بالإسماعيلية وتم بالفعل تلبية الطلب ليتم بعدها استغلال المنطقة بالكامل موضحاً أن ذلك يدل علي أن تخفيض الرسوم أدي إلي مضاعفة الاستثمار وليس العكس. وعلمت "الأسبوعي" أن مجلس إدارة المنطقة الحرة في اجتماعه مؤخراً وافق علي إقامة ثلاثة مشروعات صناعية وتخزينية بالمنطقة الحرة القائمة بتكلفة 10 ملايين دولار تساهم في توفير 330 فرصة عمل وتشمل هذه المشروعات مشروعا لتخزين المعدات الثقيلة وسيارات النقل الثقيل وإطارات السيارات بمختلف أنواعها بغرض إعادة التصدير إلي الخارج بتكلفة استثمارية مليون دولار. تضمنت الموافقات أيضاً مشروعا لإقامة وتشغيل مصنع لانتاج الأمونيا واليوريا بتكلفة استثمارية 4 ملايين دولار علي مساحة الف متر مربع تقريبا بالاضافة إلي مشروع لانتاج الغازات الصناعية واعادة تعبئتها بواسطة اسطونات متخصصة بتكلفة استثمارية 5 ملايين دولار علي مساحة 5700 متر. إتاوات وتعتبر حرفة الصيد من اهم الانشطة الاقتصادية بالمحافظة حيث يعمل بها حوالي 20% من السكان وتتركز المصايد الرئيسية بها علي البحر المتوسطة بمدينة عزبة البرج وبحيرة المنزلة التي تقع عليها قري عديدة يعمل معظم سكانها بمهنة الصيد وتمتلك المحافظة ثلثي اسطول الصيد المصري. ولكن الصيادين الذين يعملون بأسطول الصيد يقابلهم عدد من المشكلات التي أرسلوها إلي المسئولين دون ان تحل، اهمها: تدني الاجور وعدم قبض رواتبهم واصبحو لقمة سائغة في فم السمسار البحري الذي يأخذ من كل فرد نحو 10آلاف جنيه ليمكنه من العمل علي السفن في الموانيء الأوروبية وخاصة اليونان وقبرص ومالطة التي تطلب عمالة مدربة من الصيادين المصريين ولا يكتفي السمسار بهذه الاتاوة التي يفرضها عليهم بل يجبرهم علي خصم 200 من الراتب الشهري لكل صياد وبالرغم من انهم اعضاء في النقابة العامة للصيادين والبحارة بمدينة عزبة البرج التي تتبع النقابة العامة للنقل البحري فقد تقدموا بأكثر من شكوي للنقابة الفرعية والنقابة العامة للقضاءعلي هذا الاستغلال ولكنهم لم يجدوا أية استجابة. فإن أهم المشاكل التي تواجه الصيادين ببحيرة المنزلة هي عمليات التجفيف المستمرة في البحيرة واستخدام الآلات المحركة بصورة كبيرة وهو ما يؤدي إلي القضاء علي الثروة السمكية وكثرة الحوادث داخلها وعدم تطهير البواغيز الموصلة لمياه البحر المتوسط داخل البحيرة ويطالب الصيادون بوقف عملية التجفيف بالمسطح المائي فهذا المسطح يقتات منه الآلاف من السكان مطالبين بالحفاظ عليه كمصدر لرزقهم والتصدي بكل حزم وقوة لكل من يحاول التأثير علي هذا المصدر للرزق. النظافة والتجميل ويبدو من جهة أخري أن الجهود المضنية التي تقوم بها المحافظة للتجميل وجعل المحافظة منطقة جذب سياحي اطاحت به شركات النظافة بالمدينة التي قادت الشوارع الرئيسية إلي حالة متردية وسيئة للغاية لتقود أيضا قوافل الفئران والحشرات بسبب تقاعس هذه الشركات عن القيام بعملها وبالرغم من ذلك فلم تتوقف المحافظة عن مشروعات التجميل حيث تهدف إلي تحويل المحافظة الي منطقة جذب سياحي ويجري حاليا كما يؤكد محافظها عمل موقع سياحي امام مكتبة مبارك اضافة إلي الدراسات الخاصة لانشاء فندق عائم في رأس البر بمنطقة اللسان ويجري حاليا تطوير المنطقة وجعلها منطقة خدمات وتحويلها لمنطقة جذب سياحي محلي واقليمي تتناسب مع قيمتها التاريخية والجغرافية والدينية. وأخيرا فإن جولة "الاسبوعي" الميدانية بالمحافظة كان أهم ما يستدعي التوقف عنده هو أن جميع المشروعات بها يمتلكها القطاع الخاص باستثناء ثلاثة مشروعات هي دمياط للغزل والنسيج ودمياط لتداول الحاويات وايضا احد المصانع التابعة للقابضة الغذائية مع العلم ان حجم المشروعات بالمنطقة الصناعية بدمياطالجديدة وحدها يتجاوز ال 300 مشروع ليبدو ان اطلاق اسم "يابان مصر" علي هذه المحافظة لم يأت من فراغ بل ويزيد علي ذلك عدم تجاوز نسبة البطالة بها 1% والاعلان مؤخرا عن كونها أول محافظة في مصر بدون أمية وهو ما جعل الرئيس مبارك يثني عليها خلال زيارته الأخيرة لها.