هائل الحجم وقادر وقوي مثل الفيل: تلك كانت احدي المقارنات المتكررة لقادة الرأي في مصر عند سؤالهم عن الحيوان الذي يمكن تشبيه الاتحاد الأوروبي به وأسباب ذلك، ويقول أحد المشاركين في استطلاع صدر عن الاتحاد الأوروبي مؤخرا: "إنه كيان اقتصادي لمواجهة التحديات في العالم وسيكون أحد الأركان الرئيسية للسوق العالمية" وكانت أكثر الأوصاف تكرارا خلال الاجابات هي الأسد، والنمر، والحمامة. ويهدف السؤال الرئيسي في استطلاع الرأي إلي الكشف عن المشاعر الحقيقية للمشاركين من دول الجوار للاتحاد الأوروبي، والذي قام بتمويل هذا المشروع للتعرف علي المواقف تجاهه من قبل هؤلاء الشركاء. وقد تضمن المشروع دراسة بين 100 من قادة الرأي، تلاها استقصاء لآراء 419 شخصا من عامة الجمهور. وقد توصلت إلي أن المصريين لا يشعرون فقط أن بلادهم لديها علاقات طيبة مع الاتحاد الأوروبي بل ويرغبون أيضا في أن يلعب الاتحاد الأوروبي دورا أكثر نشاطا في بلادهم ولاسيما في المسائل الاقتصادية. وتعتقد غالبية المشاركين أن الاتحاد الأوروبي يتمتع بعلاقات طيبة مع مصر، حيث بلغت نسبتهم 95% من إجمالي قادة الرأي، ولكنه في المقابل قال 56% من المشاركين من عامة الجمهور أن العلاقات بين الطرفين جيدة، لكن عموما تعتبر النظرة التلقائية للاتحاد الأوروبي لدي الغالبية ايجابية، غير أنهم أبدوا جملة من المحاذير حول مدي الاستفادة، ففي الوقت الذي يري ثلث المستطلعة آراؤهم أن مصر استفادت من الاتحاد الأوروبي يعتقد حوالي 40% أنها لم تستفد. نظرة متباينة وتعكس النظرة إلي الشراكة مع الاتحاد الأوروبي في مصر تباينا واضحا بين المجموعتين المشاركين في الاستطلاع حيث إن موقف قادة الرأي أكثر ايجابية من عامة الجمهور، ومن ثم تشعر أقلية من عامة الجمهور نسبتهم 30% أن تدخل الاتحاد الأوروبي في مصر مناسبا في مقابل 73% لقادة الرأي. وفي الوقت الذي يعتقد 39% فقط من عامة الجمهور أن الاتحاد الأوروبي يمكنه تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، يري62% لقادة الرأي، مما يعكس وجود شكوك بشأن قدرة الاتحاد الأوروبي علي تحقيق السلام والاستقرار داخل البلاد حيث يتفق مع هذا الرأي 54% من قادة الرأي و39% من عامة الجمهور. ونجد أن نسبة هائلة 98% من قادة الرأي يرغبون في رؤية دور اقتصادي أكبر للاتحاد الأوروبي في مصر، وتريد نسبة 97% نشاطا أكبر في مجال التجارة، وتشمل الأولويات المهمة الأخري مجالات التعليم، والثقافة، والبيئة، وفي المقابل، يعكس عامة الجمهور غيابا للحماس حيث إن أقل من النصف يرغبون في دور أكبر للاتحاد الأوروبي حتي لو كان هذا هذا الدور في التنمية الاقتصادية "وهو المجال الذي سجل أعلي معدل عند 42% فقط. انطباعات تدعي نسبة كبيرة من قادة الرأي المامها أو المامها الكبير بشئون الاتحاد الأوروبي ومع ذلك فإن هذه النسبة التي تدعي هذه المعرفة سجلت درجة أدني مقارنة بمتوسط النسب المسجلة في باقي بلدان جنوب المتوسط الشريكة في سياسة الجوار الأوروبية. أعطت نسبة 53% الاجابات السليمة في الاختبارات المتعلقة بمعرفة الاتحاد الأوروبي مقارنة بمتوسط نسبة 61% في بلدان الجنوب المشاركة في الآلية الأوروبية للجوار والشراكة وهي مصر والجزائر وإسرائيل والأردن ولبنان والمغرب وفلسطين المحتلة وسوريا وتونس. وعلي الجانب الايجابي، نجد أن نسبة 22% قدمت الاجابة السليمة عند سؤالهم بشأن الدعم المالي الذي تعهد به الاتحاد الأوروبي لبلادهم في عام 2008 "مقارنة بمتوسط نسبة 18% لبلدان الجنوب الشريكة" في الوقت الذي بالغت نسبة 26% في تقديرها لحجم هذا الدعم، مما عكس استعدادا ايجابيا عاما ازاء الاتحاد الأوروبي وأنشطته في البلاد.