تعد السيولة هي كلمة السر في البورصة وهي ما افتقدته السوق المصرية في 2010 حيث بلغ متوسط إحجام التعاملات اليومية نحو النصف مليار جنيه فقط بينما كانت تصل الي نحو المليار جنيه في السابق . وقد جاء اعتراف الدكتور خالد سري صيام رئيس البورصة بتراجع أعداد المتعاملين النشطين في السوق ليفتح باب الجدل بين خبراء سوق المال حول هروب المستثمرين والاتجاه الي البنوك كأستثمار آمن بدلا من المخاطرة في البورصة ، فقد أشار صيام الي ان عدد المستثمرين المكودين وصل خلال عام 2010 الي 1.5 مليون الا ان النشطين بلغ 115 الفا فقط . أوضح الخبراء من جانبهم ان الأزمة المالية العالمية دفعت السوق إلي الهبوط الحاد من مستوي ال 12 الف نقطة الي حوالي 3500 نقطة مما عرض الكثير من المتعاملين الي خسائر فادحة دفعتهم للهروب إلي الاستثمار في الذهب كملاذ آمن خاصة وإن أسعار الذهب شهدت ارتفاعات قياسية خلال العام الحالي ، فيما فضل البعض ايداع الأموال في البنوك . وطالبوا الهيئة ان تهتم برفع الوعي لدي المستثمرين لحثهم علي دخول السوق من جديد والترويج لقيد شركات جديدة خلال الفترة القادمة . محمد عبد الهادي العضو المنتدب لشركة حلوان للوساطة أوضح ان السيولة هي مقياس قوة البورصات لدي المستثمرين الأجانب وليس ارتفاع مؤشرات السوق، معرباً عن تفاؤله بأداء البورصة في العام الجديد وقدرتها علي جذب المزيد من السيولة. واكد علي قدرة السوق علي جذب سيولة جديدة في 2011 وخاصة من المتعاملين العرب وصناديق الاستثمارات الخاصة خاصة بعد ارتفاع أسعار البترول في الاونة الاخيرة. هروب من السوق أضاف العضو المنتدب لشركة حلوان للوساطة أن الكثير من المتعاملين تعرضوا الي خسائر فادحة مع الأزمة المالية العالمية خاصة وان أغلبهم كانوا يتعاملون بنظام الكريدت وهو ما دفع الكثير من المستثمرين للهروب من السوق والاتجاه إلي الاستثمار سواء في العقارات أو في الذهب . وأشار الي أن اعتراف رئيس البورصة بتراجع عدد المتعاملين النشطين في السوق يجب ان يدفع هيئة الرقابة المالية لبذل المزيد من الجهد للترويج للبورصة ورفع درجة الوعي لدي المتعاملين . وقال ان السوق مازال في حاجة إلي بضاعة جديدة قد تساعده علي جذب مزيد من السيولة بشرط اختيار التوقيت المناسب لمثل هذه الطروحات حتي لا تتعرض للفشل مثلما شهدنا مع الأكتتابات السابقة بداية من المصرية للأتصالات مرورا بالقلعة ووصولاً إلي عامر جروب الذي فشل في الحفاظ علي سعر الطرح في اليوم الثاني للتداول . أكد العضو المنتدب لشركة حلوان للوساطة أن السوق المصرية مازالت مهيأة لجذب الاستثمارات الأجنبية ولكن هذا يتطلب تقديم بعض البدائل والأدوات التي من شأنها تشجيع المستثمرين علي الدخول. عودة الثقة ويتفق مع الرأي السابق محمد تلباني مدير حسابات عملاء بشركة بايونير للوساطة حيث يري إن السوق مازالت جاذبة للاستثمارات الأجنبية وذلك لارتفاع العوائد علي الاستثمار سواء كانت علي الأذون والشهادات بالإضافة إلي الاستثمار في البورصة، حيث إن أسعار الأسهم بالسوق مازالت متدنية للغاية ومن ثم فهي مغرية للشراء.