رد جيروم بوث رئيس قسم الأبحاث في شركة أشمور البريطانية لإدارة الأصول والاستثمارات أمس الأول علي تقرير البنك الدولي الصادر الاسبوع الماضي، والذي حذر فيه من أن الأسواق الناشئة في خطر فقاعة كبري كما قال البنك إنه ينبغي توخي الحذر من أسهم الأسواق الناشئة في حال تخطيها نسبة ارتفاع تفوق 30% في الوقت الذي لجأ فيه العديد من المستثمرين في آسيا إلي زيادة أوزان محافظهم منذ شهر مايو المنقضي، حيث برر البنك الدولي موقفه من الخوف في وقوع أزمة 1997 - 1998 مرة أخري. وقال بوث في رده والذي نشرته صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية تحت عنوان "الأسواق الناشئة منارة الفرص الاستثمارية" موضحا أن تلك الأسواق علي النقيض مما قاله البنك تماما، لأنها آمنة إلي حد كبير، وهذا أحد أهم الأسباب في التوجه الاستثماري إليها، وإذا كان هناك بحث عن فقاعة في أسواق المال فلا يتم النظر إلي الأسواق الناشئة، لافتا إلي أن الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا لا تزالان تقعان تحت تهديد فقاعات كبري ولا يمكن إنكار هذه الحقيقة، وأكد حديثه بأن البلدان الناشئة لم يكن لديها نفس التأثر الشديد من أزمة الائتمان العالمية الأخيرة، رغم سنوات الازدهار التي عاشتها الأسواق المتقدمة لعدة سنوات. وأضاف أن العديد من الدول الناشئة لم تلجأ إلي الاقتراض في المقام الأول أما تصحيح التمويل التجاري فيجب معالجته ليس عن طريق اعادة تدوير الأموال من حكومة إلي أخري، ولكن بتشجيع الاقراض الخاص، ربما بتخفيف القيود التنظيمية علي البنوك المقرضة إلي حكومات الأسواق الناشئة، إلا أنه في ظل اجتياح أوروبا مخاوف بسبب الصراع والهروب من الديون هناك، فإنه من الممكن وجود دور كبير للمؤسسات الرسمية تلعبه في منع أن تتحول مآسي أسواق المال إلي أزمات اقتصادية. ويقول أحمد زينهم مدير شركة بي.إم.تي للاستشارات المالية انه لابد من إدراك ان الأسواق الناشئة شهدت اعترافا بأنها الأفضل خلال الأزمة المالية العالمية من جانب خبراء البلدان المتقدمة أولا قبل أي فرد ينتمي للأسواق الناشئة وقد يكون ذلك لعدة أسباب منها طبيعة السيولة الاجنبية المباشرة التي يتم استثمارها في الأسواق الناشئة ونجاحها في التفاعل مع هذه السيولة، وتعتمد تلك السيولة الأجنبية بشكل رئيسي علي معدل العائد علي الاستثمارات، والتي تكون مرتفعة في كثير من الأوقات، والذي يكون مناسبا لاتخاذ قرارات الاستثمار في سوق ناشئة معينة، بعيدا عن أسواق أخري. ويضيف انه تتميز تلك السيولة بكونها استثمارات قصيرة الأجل، وتمثل جزءا من استثمارات قائمة في الأسواق المتقدمة، فهي لا تنظر إلي طبيعة الشركات المستثمرة فيها في السوق الناشئة، حيث تمتاز بالمرونة التي تمكنها من مغادرة الأسواق الناشئة في حال ظهور أي تحديات اقتصادية أوسياسية أو اجتماعية، والتي قد تمنع تحقيق الهدف الأساسي من الاستثمار، كما أنه تتفاعل هذه السيولة عند دخولها في الأسواق الناشئة مع عوامل عديدة تسهم في تحسن أداء أسواق المال فيها وزيادة جاذبيتها، ونموها علي المدي القصير، وكذا نمو الشركات في السوق الناشئة بسبب الاستقرار الاقتصادي فيها.