حتي وهي في سن السبعين تضطر الجدة الاندونيسية جييم إلي الاستيقاظ في بواكير الصباح لكي تعد الطعام وتجمع حطب الوقود لأسرتها الفقرة. ويعاني حفيدها البالغ من العمر ثلاث سنوات من سوء التغذية كما لم يتمكن أي فرد من عائلتها من إتمام تعليمه الأولي أما بيتها الآيل للسقوط فليس فيه كهرباء ومرحاضه مجرد حفرة في باطن الأرض والأسوأ من ذلك أن الأسرة ليست لديها مورد لمياه الشرب النقية وعندما سألها الباحثون من جامعة اكسفورد عن الرفاة قالت لهم إنها لا تستطيع حتي أن تتصور ماذا تعني الرفاة. وتقول مجلسة "الايكونوميست" إن هذا النوع من الحرمان الذي تضعه لنا حالة الجدة جييم لا يزال أمرا شائعا علي مستوي العالم وقد اعترفت بيانات الأممالمتحدة عن عام 2008 أن أكثر من ربع اطفال العالم النامي يعانون من الهزال ونقص الوزن وسدس سكان العالم لا يجدون مصدرا لمياه الشرب النقية وأقل قليلا من نصف السكان يستخدمون مراحيض غير صحية أو ليست لديهم مراحيض علي وجه الاطلاق. ورغم هذه الحالة المفزعة فثمة بريق أمل يقول إن عدد من يعانون هذا الحرمان في عالمنا قل عما كان عليه منذ عقدين من الزمان وهو ما يعكس ما تم احرازه من تقدم علي طريق تحقيق ما حدده العالم منذ العشر السنوات من أهداف تنموية للألفية الجديدة. لقد أعطي قادة العالم لانفسهم عام 2000 مهلة 15 عاما لبلوغ أهداف الالفية للتنمية وهذه الأهداف هي: 1 خفض عدد من يعيشون يوميا علي أقل من دولار وربع " بمعيار القوة الشرائية المكافئة" إلي النصف. 2 ضمان حصول كل أطفال العالم علي مرحلة التعليم الأولي. 3 المساواة بين الذكور والاناث في حق التعليم. 4 خفض معدل وفيات الاطفال تحت سن الخامسة بنسبة الثلثين 5 خفض معدل وفيات الامهات بسبب الولادة بنسبة 75%. 6 وقف انتشار مرض الايدز والملاريا وغيرهما من الامراض الرئيسية وبدء علاج المصابين لخفض نسبتهم أيضا. 7 خفض نسبة المحرومين من المياه النقية ودورات المياه الامنة إلي النصف. 8 زيادة المساعدات للدول الفقيرة وتحسين نوعية الحكم فيها. ولكن قلة من الزعماء فقط هم الذين شاركوا بأن كي مون السكرتير العام للأمم المتحدة تفاؤله عندما قال إن أهداف الالفية التنموية تعد حجر زاوية في التعاون الدولي وانها ساعدت مئات الملايين من الناس في مختلف انحاء العالم وطبيعي أن يظهر بأن كي مون تفاؤله لأن تحقيق هذه الأهداف جزء من وظيفته كذلك فإن هناك بعض التقدم الذي جري احرازه بالفعل علي هذا الطريق في السنوات العشر الأخيرة وترصد منه: 1 خفض نسبة السكان الذين يعيشون علي أقل من دولار وربع الدولار يوميا من 46% عام 1990 ليصبح 27% حسب ارقام عام 2005 والمستهدف كان خفضها إلي 23% فقط عام 2015. 2 خفض نسبة من يعانون من سوء التغذية من 20% عام 1990/1992 ليصبح 16% عام 2005/2007 والمستهدف هو خفضها إلي 10% فقط عام 2015. 3 خفض وفيات الاطفال تحت سن الخامسة من 10% عام 1990 ليصبح 2.7% عام 2008 والمستهدف خفضها إلي 3.3% عام 2015. 4 زيادة نسبة الملتحقين بمدارس التعليم الأولي من 82% من وصلوا سن التعليم عام 1998ليصبح 89% عام 2007/2008 والمستهدف أن تكون النسبة 100% عام 2015. 5 زيادة نسبة الحوامل اللائي يلدن بمساعدة طبية متخصصة من 64% عام 1990 لتصبح 80% عام 2008 والمستهدف أن تكون 100% عام 2015. 6 زيادة نسبة من لديهم مورد لمياه الشرب النظيفة من 71% عام 1990 ليصبح 84% عام 2008 والمستهدف ان يكون 5.85% من سكان العالم عام 2015. ورغم ذلك فإن "الايكونوميست" تري من الصعب ايلاء قدر كبير من الثقة لعمليات تنفيذ أهداف الالفية لأن جزا كبيرا من هذه الانجازات لا يرتبط بجهود تحقيق اهداف الالفية وإنما يرتبط بعوامل أخري مما طرأ علي تركيبة الاقتصاد العالمي من تغير وعلي سبيل المثال فإن هدف خفض نسبة الفقر عام 2015 إلي نصف ما كانت عليه عام 1990 يقول عنها البنك الدولي ما يلي.. إن نسبة الفقر عام 1990 كانت 46% من سكان العالم النامي ولكنها هبطت في عام 2005 إلي 27% فقط ورغم تباطؤ عملية محاربة الفقر في العامين الاخيرين فمن المعتقد أن النسبة لا تزال علي حالها المنخفض وهكذا يمكن القول بإن تحقيق هذا الهدف. بخفض الفقراء إلي نصف نسبتهم مع حلول عام