هناك سؤال يتردد كثيرا أين أثرياء مصر من مشكلات وأزمات المواطن المصري..أين رأس المال الخاص.. في زمان مضي كان اثرياء مصر يقيمون المشروعات ويبنون الجامعات والمستشفيات والمدارس ولكن الأحوال تغيرت واكتفي اثرياء هذا الزمن بموائد الرحمن حيث تقام في شهر رمضان بعضها للدعاية وبعضها للشهرة والقليل لوجه الله.. هذه رسالة عتاب إلي أصحاب الملايين. الاستاذ فاروق جويدة تحية طيبة. وبعد.. تساءلت تحت عنوان هل يفعلها أثرياء مصر؟ حيث تبرع أربعون شخصا من اصحاب المليارات في أمريكا بنصف ثرواتهم إلي الأعمال الخيرية. قبل الاجابة عن سؤالكم لابد أن نضع أمامكم البيئة أو المناخ الذي نشأ وتربي فيه رجال الأعمال وكبار أثرياء أمريكا ونقارنها ببيئة ومناخ رجال الأعمال بمصر المحروسة في النقاط التالية. أولا: رجال الأعمال في أمريكا نشأوا وتربوا وتعلموا وعملوا في مجتمع ديمقراطي يحث علي العمل باخلاص ويحترم حقوق الإنسان، ويؤكد علي ضرورة احترام القانون الذي شرع من أجل تطبيقه علي الجميع بكل حزم وجدية ودون استثناءات. أما عندنا في مصر فيسودنا نظام شبه ديمقراطي، والقوانين عندنا لا تطبق كما يجب حتي إنه في ظل القوانين ظهرت طبقة رجال الأعمال والاثرياء باسم القانون أمكن لرجال الأعمال الحصول علي مساحات رهيبة من الأراضي بثمن بخس باسم القانون أقام الاثرياء المنتجعات والقصور. باسم القانون انتشر الفساد والافساد وباسم القانون سكن ويسكن الفقراء والمعدمون القبور والمدافن ولا حول ولا قوة إلا بالله. ثانيا: لم نسمع في أمريكا أن الحزب الحاكم أو المعارض قد سهل أو ساعد علي حصول رجال الأعمال علي أراض لا يستحقونها أو أن المسئولين هناك ساعدوا علي خصخصة بعض الشركات أو المصانع المنتجة ولا تحقق خسارة ومن ثم بيعها بأرخص الأسعار أما عندنا ويا للاسف فبعض المسئولين ساعدوا رجال الأعمال علي زيادة ثرواتهم حتي ان الغني يزداد غني والفقير يزداد فقرا يؤكد ذلك أن الضريبة التصاعدية ثابتة ولم تحدث فيها زيادة تناسب ثروات رجال الأعمال بحجة أن زيادة نسبة الضريبة علي رجال الأعمال لا تساعدهم علي تشغيل أيد عاملة. ومن هنا اختفت أو كادت الطبقة المتوسطة التي تعتبر مرآة للحالة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمجتمع. ثالثا: في أمريكا يحترمون الإنسان وحقوقه ويحثون علي العمل باخلاص بما يعود عليهم بالنماء والثراء مع ملاحظة أن الشعب الأمريكي ليس معظمهم ملائكة مثلما أن الشعب المصري ليس اكثرهم شياطين.. في أمريكا يعملون علي الارتقاء بالعلم والابحاث مهما كلفهم ذلك من أجل التقدم والرفاهية. عندنا في مصر فإننا نترحم علي اثرياء الماضي وهؤلاء الذين كم أقاموا مدارس ومستشفيات وجامعات ومصانع واستديوهات للسينما ومسرح لن ننسي الاميرة فاطمة التي باعت أرضا لها وتبرعت بحليها وجواهرها في سبيل إنشاء جامعة القاهرة لنشر العلم بين ربوع البلاد، ولإيمانها بأنه لا تقدم ولا رقي إلا بالعلم والعمل الجاد والاخلاص. ولنتصفح ما عمله أثرياء مصر في الماضي منهم كمثال عبود باشا، وطلعت حرب وعثمان أحمد عثان وغيرهم وغيرهم كانوا رجالا بحق.. رجال أعمال واثرياء شرفاء. رابعا: لقد هانت مصر علي بعض من يسمون برجال أعمال مع أن مصر تحب لهم الخير ولا تكره أن يكونوا اثرياء شأن الدول الراقية شرط ألا يكون ثراؤهم علي حساب الفقراء والمحتاجين ولا علي حساب تناسي القيم الانسانية والرحمة والعدالة. هانت مصر عليهم حتي أصبح فقراء مصر حوالي 40% يعانون شظف العيش والحرمان والجهل والمرض. من هنا ينادي الشعب المصري بضرورة محاكمة كل من امتلأ جيبه من سرقة هذا الشعب الطيب تحت ستار القانون.. وكذلك كل من سرق أراضي هذا الشعب باسم القانون فقراء مصر يتساءلون من الذي أعطي رجال الأعمال الحق في الاستيلاء علي أرض مصر أرض الشعب بأبخس الأسعار؟! فقراء مصر يتساءلون ما قولكم عن التقارير الرهيبة السنوية التي بعث ويبعث بها د.جودت الملط رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات.. تقارير تكشف عن الفساد الرهيب القاتل.. أين هذه القرارات. إنها في أدراج مجلس الشعب الموقر فقراء مصر يتساءلون: من الذي أعطي بعض المسئولين الحق في خصخصة وبيع بعض المصانع والشركات والتي بيعت بأرخص الأسعار ولم يناقش في مجلس الشعب المصون.. انها ملك للشعب ومما يؤسف له أن بعض هذه المصانع كان يدر دخلا مجزيا وكان يعمل بها عمال مهرة خسرناهم ببيع هذه المصانع لكني أقول: الصبر صفة من صفات الشعب المصري، لكنه صبر إلي حين والصمت أيضا أصبح صفة من صفات الشعب المصري ليحل الابتسامة التي كانت لا تفارقه.. لكنه صمت ليس كصمت القبور ولكنه صمت كصمت البحر الذي قد يحمل بين طياته الغليان والفوران. الاذاعي: جاب الله نصر