يبدو أن مشكلات أوراسكوم تليكوم في الجزائر لن تكتب نهايتها خلال هذا العام خاصة بعد اعلان الحكومة الجزائرية عن بدء عملية التقييم لشراء جيزي والذي سيستغرق قرابة الشهرين وفقا لبعض المصادر تليها عملية التفاوض بين الحكومة والشركة لاتمام عملية البيع. ويري خبراء قطاع الاتصالات أن هناك عدة سيناريوهات متوقعة خلال الفترة القادمة الأول أن تقوم شركة أوراسكوم تليكوم ببيع جيزي إلي الحكومة الجزائرية في حالة تقديمها العرض المناسب، والسيناريو الثاني ان تستمر الحكومة الجزائرية في تعنتها مع أوراسكوم تليكوم في حال فشل المفاوضات بسبب التقييم، وتلجأ اوراسكوم تليكوم للتحكيم الدولي. ورجح المحللون فشل المفاوضات خاصة في ضوء التقييم الذي ذكرته بعض المصادر الجزائرية والذي يدور حول 3 مليارات دولار والذي يعتبر أقل كثيرا من العرض الذي تقدمت به الشركة الجنوب افريقية لشراء جيزي. تقييم أقل أكد عمرو الألفي رئيس البحوث بشركة سي اي كابيتال أن الأمور ما زالت غير واضحة، مشيرا إلي أن تنفيذ الصفقة سيتوقف علي التقييم الذي ستقوم به الحكومة الجزائرية لشركة جيزي. وتوقع أن يكون تقييم الحكومة الجزائرية أقل من تقييم شركة ام تي ان الجنوب افريقية، خاصة بعد إعلان مصدر في الحكومة الجزائرية أن إجراءات بيع فرع شركة أوراسكوم تليكوم الجزائر- جيزي- للحكومة دخلت مرحلة الحسم حيث تقرر تحديد مكتب تقييم وحصر الممتلكات برئاسة الخبير المالي الجزائري حاج علي محمد برفقة مكاتب دراسات أجنبية، مهمتها تحديد القيمة المالية الحقيقية لفرع "جيزي". وقال المصدر الجزائري إن قيمة الصفقة قدرت بما بين 2 و3 مليارات دولار.. ووفقا لما قاله المسئول الجزائري ستشرع اللجنة التي شكلتها الحكومة الجزائرية في تقييم "جيزي" ماليا الأسبوع الثاني من الشهر المقبل، علي أن تستغرق العملية فترة لا تزيد علي شهرين ليتم بعد ذلك عرض القيمة التي حددها الخبراء ويفتح باب التفاوض دون إمكانية الطعن حيث لن تخرج اعتراضات أوراسكوم تليكوم عن الإطار الشكلي. وستأخذ المفاوضات بعدا تجاريا محضا، مبنية علي قانون العرض والطلب، دون الخروج عن القيمة الدنيا والقصوي التي حددت من قبل الخبراء. وأوضح الألفي أن السعر الذي تم الإعلان عنه أقل من القيمة الحقيقية للشركة وبالتالي قد تعترض أوراسكوم تليكوم علي التقييم في حالة إعلان الحكومة الجزائرية عن عرضها لهذا الرقم. واشار إلي ان هناك سيناريو آخر من قبل الحكومة الجزائرية وهي أن توقف المفاوضات في النهاية مع اي شركات تتقدم لشراء جيزي كما فعلت من قبل مع شركة ام تي ان الجنوب افريقية ، وبالتالي ستنجح الحكومة الجزائرية في إنهاء المفاوضات مع أي شركة أخري تسعي إلي التقدم لشراء جيزي لأنها تمتلك حق الشفعة. وتوقع الألفي أن يؤدي عدم وضوح الصورة بشكل كامل الي التأثير سلبيا علي أداء السهم خلال الفترة القادمة خاصة في ظل المخاوف من تكرار فشل المفاوضات مرة أخري بين الحكومة الجزائرية واوراسكوم تليكوم كما حدث من قبل مع الشركة الجنوب افريقية. احتمالات ضعيفة فيما تري عبير عادل محلل قطاع الاتصالات بشركة عكاظ لتداول الأوراق المالية أن احتمالات بيع اوراسكوم لجيزي ستكون ضئيلة، لان أوراسكوم تسعي إلي الحصول علي سعر مناسب من وراء البيع في حين ترغب الحكومة الجزائرية في الحصول علي جيزي بسعر بعيد عن القيمة السوقية. واشارت إلي أن التقييم الذي تتقدم به الحكومة الجزائرية سيكون مرفوضا من قبل أوراسكوم وفقا للأرقام التي أعلنتها مصادر في الحكومة الجزائرية حتي الآن لأنه سيكون أقل من السعر الذي تقدمت به ام تي ان الجنوب افريقية حيث أعلن نجيب ساويرس أن إم.تي. إن عرضت 7.8 مليار دولار لشراء جيزي. واضافت أن الغموض ما زال يحيط بالصفقة حتي الآن، لأن التقييم سيتم خلال شهرين وبالتالي أي توقعات حالية ستكون بعيدة. وتوقعت أن تؤثر هذه الأنباء ايجابيا علي سعر السهم في السوق خلال الفترة القادمة خاصة في ظل تضارب الأنباء المستمر حول السهم.