تعرضت سيدة أمريكا الأولي بعد عودتها من رحلتها الصيفية في إسبانيا إلي انتقادات حادة بسبب حياة البذخ والترف التي عاشتها السيدة الأولي خلال رحلتها إذ اختارت ان تقيم في فندق فيلا باديرنا في ماربيلا من فئة ال 5 نجوم الذي تصل تكلفة الغرفة الواحدة فيه إلي 7000 دولار لليلة الواحدة، بينما تعاني البلاد أزمة اقتصادية طاحنة. ويشير منتقدون ايضا إلي الارتباك الذي تسببت فيه عندما تم اغلاق الشاطئ بكامله لفترة قصيرة لكي تسبح فيه بأمان ولحفل الغداء البذخي الذي أقامه الملك خوان كارلوس علي شرف السيدة الأولي في قصر ماريفينت. ووصفتها بعض الصحف وعلي رأسها موقع "شيكاغو الآن" بأنها ماري انطوانيت العصر الحديث في إشارة إلي الملكة ماري انطوانيت ملكة فرنسا السابقة التي اقترحت ان يأكل الشعب "جاتوه" عندما قيل لها إن الشعب جائع. وتقول تلك الصحف إن الرئيس الأمربكي باراك أوباما وزوجته طلبا من المواطنين الأمريكيين تقديم التضحيات كي تتجاوز البلاد محنتها الاقتصادية وتقول تلك الصحف في الوقت الذي تقتر فيه البلاد علي نفسها، وتخفض فيه رحلات الإجازات الصيفية أو تلغيها كليا ويبدو أن آل أوباما لا يستمعون حتي إلي نصيحتهم. وفي الوقت الذي تعتقد فيه السيدة أوباما أن الأمر لا يعدو ان يكون زوبعة في فنجان يأمل بعض الجمهوريين ان تتسبب هذ الضجة في افشال خطط الديمقراطيين استغلال السيدة الأولي في استقطاب التأييد للحزب خلال الانتخابات النصفية. وتقول روايات إن معظم ما قالته وسائل الإعلام عن ميشال أوباما للشعب الأمريكي عن هذه الرحلة ليس صحيحا. وفي حقيقة الأمر ان السيدة اوباما ذهبت إلي اسبانيا علي متن الطائرة الرئاسية من طراز بوينج 757 وليس في وسعها ان تذهب إلي أي مكان قريب أو بعيد من دون فريق أمني عالي التكلفة بوصفها السيدة الأولي وثبت ايضا انها لم تذهب إلي تلك الرحلة برفقة 40 شخصا من اقاربها واصدقائها وانما رافقتها صديقتان من شيكاغو ودفعتا بعض الأموال لتغطية تكاليف رحلتيهما واصطحبت النساء الثلاث اربعا من بناتهن من ضمنهن شاسا ابنة السيدة أوباما، ولم تكن الإقامة في فندق فيلا باديرنا من اختيار السيدة أوباما وإنما من اختيار الفريق الأمني الذي يري أن الموقع يوفر حماية أفضل. وتعتقد وسائل الإعلام ان السيدة الأولي ذهبت إلي اسبانيا بدعوة من أعز صديقاتها وهي الطبيبة انيتا بلاتشارد من شيكاغو التي فقدت والدها هذا الصيف، حيث ان بلاتشارد تريد أن تختلي بصديقتها وتقضي معها وقتا طيبا بعد الفقد الذي عانته ووافقت السيدة أوباما علي هذه الدعوة. وتقول إحدي الصحف إن الدعوة شملت ايضا صديقة أخري ذهبت مع طفلتيها. ووفقا للبيت الأبيض فإن جميع النساء تحملن تكاليف اقامتهن في الفندق ونفقاتهن الشخصية. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا انتظر البيت الأبيض أسبوعا كاملا ليفصح عن هذه المعلومات؟ ويقول العالمون ببواطن الأمور إن السيدة الأولي هي التي تتخذ في بعض الأحيان مثل هذه القرارات بنفسها إذ إن السيدة الأولي السابقة لورا بوش كثيرا ما تمنع مكتبها الإعلامي من افشاء اخبارها الشخصية هي وابنتها، ويري البعض ان السيدات الأُوليات هن شخصيات عامة سواء رضين أم أبين.