* انطلاق المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، ليس أكثر من مسألة وقت، رغم التعنت الإسرائيلي، ورفض أي مطالب فلسطينية، وهذا يعني أن الضغوط الأمريكية التي كشف عنها الرئيس عباس، غير مسبوقة من أجل الذهاب إلي المفاوضات المباشرة مع إسرائيل.. وكان عباس قد كشف لعدد من الكتاب والصحفيين في لقاء مفتوح عن ممارسة ضغوط أمريكية علي السلطة لم تحصل في أي يوم كما تمارس هذه الأيام. اليوم يجري البحث عن مخرج يحفظ ماء الوجه لاسيما للطرف الفلسطيني في وضع هو الأسوأ للقضية الفلسطينية خاصة وأن الفلسطينيين مازالوا متمسكين بضرورة الحصول علي ضمانات، وكانت آخر المحاولات عندما نقل مبعوث السلام الأمريكي جورج ميتشل اقترحا فلسطينيا إلي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدعو إلي استئناف المفاوضات علي أساس بيان الرباعية الذي يحدد مرجعية للمفاوضات، وكذلك سقفا زمنيا ويتحدث عن وقف الاستيطان في الضفة الغربيةوالقدسالمحتلة، والواضح من هذه المعادلة المعقدة أن الرئيس عباس وكما كشف هو شخصيا يتعرض لضغوطات أمريكية غير مسبوقة، وغير محتملة لإرغامه علي الجلوس علي طاولة المفاوضات المباشرة، رغم أن الطرف الإسرائيلي يرفض إلزام نفسه بأي شيء، والواضح أيضا أن الرئيس أبو مازن ليست لديه أي أوراق يمكن أن يلعب بها، فحتي الورقة العربية لم تعد موجودة، فالعرب تخلوا عنه، بعد أن تركوا الكرة في ملعبه فيما يخص المفاوضات المباشرة مع إسرائيل ليقرر هو بنعم أو لا، ليس هذا فحسب، بل إن حركة فتح لا تقوم بدورها بحشد حركة جماهيرية للوقوف إلي جانب الرئيس أبو مازن، وإعطائه مبررا ليقول لا، في ضوء الرفض السائد من الفصائل الفلسطينية، وبالذات حركة حماس، ويجد أبو مازن نفسه وحيدا في الميدان، والكل ينتظر تحركا في الاتجاه الخطأ كي ينقضوا عليه. وما يزيد الأمور تعقيدا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعد مشروعا لعرضه علي الفلسطينيين في المفاوضات المباشرة، ويقوم علي التوصل إلي اتفاق إعلان مبادئ جديد شبيه باتفاق أوسلو عام ،1993 ويقوم علي انسحاب إسرائيلي من مساحة واسعة تصل حتي 90% من الضفة الغربية من دون القدسالشرقية، وإجلاء أكثر من 50 ألف مستوطن من قلب الضفة إلي الكتل الاستيطانية، ويعتقد نتنياهو أن عرضه هذا سيكون مغريا للفلسطينيين، لأنه يمنحهم مساحة واسعة من الضفة مع إخلاء عدد كبير من المستوطنات من دون أن يلزمهم بالتوقيع علي إنهاء الصراع أو وقف مطالبهم بالجزء المتبقي من الضفة الغربيةوالقدس. غير أن هذه الإغراءات لم تنطلي علي الجانب الفلسطيني، الذي يشعر بقلق من أن يتحول الحل المؤقت إلي نهائي، ولم يستبعد البعض أن تقبل القيادة الفلسطينية العرض الإسرائيلي، في حال ارتباطه بالحل النهائي، ضمن جدول زمني معين للمفاوضات، لكن ذلك يظل في نطاق التشكيك في نوايا نتنياهو الذي يعد إلي حل مؤقت يتحول مع الزمن إلي حل نهائي بقوة الأمر الواقع، فأكثر ما يقلق الرئيس عباس هو أن يتلقي عرضا مؤقتا، وهو يدرك أن من يقف وراءه يسعي إلي جعله نهائيا بقوة الأمر الواقع. فقد أفادت تقارير صحفية إسرائيلية أن إسرائيل رفضت الاقتراح الفلسطيني الذي اعتمدته اللجنة الرباعية في بيان قبل خمسة أشهر أساسا للمفاوضات المباشرة وأبلغ نتنياهو المبعوث الأمريكي جورج ميتشل خلال لقائهما بأنه يريد أن تبدأ المحادثات المباشرة فورا، لكنه لن يقبل بأي شروط مسبقة، حيث رأي نتنياهو في اقتراح عباس محاولة لفرض شروط مسبقة لاستئناف المفاوضات المباشرة، أو بكلمات أخري يدخل من الباب الخلفي مرجعية جديدة للمفاوضات ستكون سيئة لإسرائيل. وكانت اللجنة الرباعية الدولية التي تضم الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة قد أصدرت بيانا في مارس الماضي تحدث عن إقامة دولة فلسطينية بعد مفاوضات تستمر 24 شهرا، علي أن تنتهي إقامة دولة الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عام ،1967 وأن تجمد إسرائيل في شكل تام البناء في المستوطنات، وتمتنع عن هدم برج الفلسطينيين في القدسالشرقيةالمحتلة كما أكد ان المجتمع الدولي لا يعترف بضم إسرائيل القدسالشرقية إلي حرمها.