هرب سكان مصر إلي السواحل في ظل موجات الحرارة الشديدة التي اجتاحت البلاد. وتعد مطروح من أجمل تلك الشواطئ، التي مازالت تحافظ علي نقاء مياهها ونظافة شواطئها والتي تزدحم هذه الأيام بالمصطافين، وتمتد المحافظة علي مساحة شاسعة وتقدر ب 1661،63 ألف كيلو متر مربع، حيث تمثل 22% من مساحة مصر.. وتتركز الأنشطة التجارية بالخصوص في شارع الإسكندرية خاصة في سوق ليبيا وفي أحد الأسواق الرئيسية بالمحافظة والشهير بمنتجاته وسلعه التي تحمل علامات مختلفة واردة غالبيتها من الجماهيرية الليبية، باعتبار قرب المحافظة من الجارة العربية. سوق ليبيا هو سوق مظلل ذو ممرات متوازنة طولية وكذلك عرضية وهو سوق ضيق ولكن به الكثير من البضائعات المختلفة ويوجد في أحد هذه الممرات أدوات كهربائية ومنزلية ويوجد ملابس رجالي في ممر آخر وملابس حريمي في ممرات أخري، أما العطارة والتوابل ففي كل ممر، وأيضا البلح بأنواعه المصنعة المحشو بندق ولوز وعجوة.. الخ. أما زيت الزيتون فهو أشهر المنتجات في هذ السوق يوجد منه المحلي من إنتاج مطروح والمستورد من دول المغرب العربي خاصة تونس وهو أجود أنواع الزيوت الموجودة بسوق ليبيا وأغلاه،ا وهناك زيت زيتون صناعة ليبيا والأسعار متفاوتة بين صناعة دول وأخري. أما الزيتون نفسه فملأ الأسواق بأنواعه: زيتون أسود أكثر من نوع وآخر أخضر منه الكبير والصغير (نوع يسمي عزيزي وآخر تفاحي) وأسعارها متفاوتة ولكنها متقاربة. ويملأ المصطافون القادمون من كل محافظات مصر السوق بحثا عن الأرخص والأجود ويشتد الزحام علي جميع المحال خاصة العطارة (التوابل) والزيتون، أما الاكسسوارات فالزحام كبير عليها خاصة من البنات الصغار والشابات. وفي جولة داخل سوق ليبيا التقت "الأسبوعي" بياسر محمد السيد صاحب محل أحذية وهو أساسا من سوهاج وحاصل علي ليسانس حقوق، ويحدثنا ياسر أن السوق يعمل طوال العام وأن بضاعته تأتي من ليبيا بنسبة 50% ويعترف أن أغلبها مهرب نظرا لغلق الجمارك في الفترة من شهر 5 إلي شهر 9 ويفسر لجوء بعض المهربين إلي هذه الوسيلة غير المشروعة بأن غلق المنفذ الجمركي تسبب في عدم دخول البضائع وكان يهدد بضياع موسم الصيف، ويشير إلي أن البضاعة المعروضة الباقية وهي بنسبة 50% تأتي من القنطرة وبورسعيد والقاهرة وأوضح أنهم يأخذون البضائع بأسعار الجملة ثم يضاف علي سعر الجملة النقل والجمارك وايجار المحل. ومن الواضح أن رواج السوق في فصل الصيف يكون كبيرا عكس الشتاء فهو يعمل بنسبة 20% وهذه النسبة يحققها السياح والمواسم والأعياد، وعدا ذلك فالسوق في كساد لا يعمل إلا نادرا. ويرد علي ذلك محمد علي ويعمل مع والده في محال عطارة ويبلغ من العمر 15 عاما أن السوق من الداخل يغلق في الشتاء ماعدا المحلات التي في واجه الشارع فهي التي تفتح طوال العام وأنه يفتح في مكان آخر في مطروح بعد انتهاء الموسم، وأن أرباح الصيف هي التي يعتمد عليها المحل، طوال السنة ومن الأمور التي يطلبها المصيفون الزيتون بأنواعه والملوخية الناشفة التي تأتي من سيوة وهي عليها إقبال شديد لجودتها. كما يقول إن رمضان منذ العام الماضي إنعش السوق أكثر حيث يأتي المصطافون ليشتروا مستلزمات رمضان من الذبيب وقمر الدين والمكسرات والبلح بأنواعه من مطروح. أما أحمد أبوالفضل صاحب محل ملابس رجالي فيقول إن بضاعته يأتي بها من تركيا إلي ليبيا ومن ليبيا إلي مطروح حتي يحصل علي سعر أقل. وأنه يضيف علي السعر نسبة 10% كربح، كما أنه يبيع للأجانب بسعر مختلف عما يبيع به للمصريين علي حد قوله ، ويضيف أحمد أن السوق في الشتاء في حالة ركود تام إلا إذا جاء فوج سياحي أو غير ذلك فلا يبيع إلا القليل جدا. وبدوره يوضح جمال عبدالفتاح بائع في محل اكسسوارات أن بضاعته تأتي من القاهرةوالإسكندرية وأنه يغلق أثناء فترة الشتاء ويعتمد علي أرباح الصيف القليلة حيث إن مكسب الاكسسوارات علي حد قوله قليل مقارنة ببضائع أخري تباع في السوق وأنه يغلق في الشتاء لأن السياح وأهل البلد لا يهتمون ولا يجذبهم هذا النوع من البضائع.