منذ أربع سنوات تم اكتشاف كميات كبيرة من النفط في الشق الارضي الذي يبلغ طوله 500 كيلومتر وعرضه 45 كم حول بحيرة ألبرت في أوغندا وعقب هذا الاكتشاف صرح الرئيس يوويري موسفيني "أوغندا ستودع إلي الابد الامراض والمجاعات والفقر والاعتماد علي الدول المانحة. لن يكون النفط لعنة بل نعمة علي أوغندا". ولوفرة احتياطيات النفط فإن بحيرة ألبرت احيانا تري فقاعات النفط تطفو علي مياهها ويجفف الصيادون ملابسهم علي الصخور التي ينبع من بينها النفط "هناك في الاسفل يوجد الذهب الأسود".. هكذا يقول هانس مايرس من شركة النفط البريطانية توللو مضيفا انه أكبر اكتشاف نفطي في قارة افريقيا منذ عشرين عاما ويوافقه الرأي براين جلوفر: "لقد اكتشفنا احتياطيا قدره مليار برميل وهو ما سيضاعف من الدخل في أوغندا". لكن إلي جانب هذه الآمال هناك شكوك أيضا لدي الاوغنديين ويعبر عن هذه الشكوك هنري ارياماينا من المنظمة الحكومية للبيئة قائلا في جلسة اجتماع عامة: "هناك تغييرات ستشهدها أوغندا والسؤال الوحيد هو كيف سنتعامل معها". حيث تتمتع بحيرة ألبرت والمنطقة المحيطة بتنوع احيائي كبير ورغم أن استخراج النفط قد تسبب بكارثة في نيجيريا لا يعني أن أوغندا ستكرر الفشل لأنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية الطبيعة. النائب في البرلمان ستيفان أدييري يشعر بالقلق ويقول "قرب المقبرة التي تضم اسلافي اطلقت شركة نفطية انابيب من الغاز كجزء من عملية حفر تجريبية اذا لم تستمع الحكومة والعاملون في النفط إلي الناس هنا فإن منطقتنا ستعاني من النفط ولا يمتلك المفتش البيئي حتي دراجة هوائية لكي يذهب بنفسه للتفتيش". لكن ممثل صندوق النقد الدولي أديب سيلاسي متفائل: ويقول أوغندا شهدت نموا خلال العشرين عاما الماضية وهي الآن بلغت مرحلة تؤهلها للتعامل بعقلانية مع طفرة مالية لكي ما قد يعوقها مظاهر الفساد التي ليست بالشيء الغريب في أوغندا فهناك شبكات من المصالح المتداخلة خاصة حول عائلة الرئيس ولكن في المقابل هناك لجان برلمانية يقظة وصحافة حرة يقول دبلوماسي غربي سنري ما اذا كان نظام المصالح العائلية هو الاقوي أم الضوابط السياسية. وعلي الطبقة السياسة الاوغندية أن تجيب عن هذا السؤال. والمعروف أن الدول الافريقية الغنية بالنفط تعاني بطئا شديدا في النمو وتظهر فيها زعامات تسلطية وتعاني حروب أهلية من الفساد. في عام 2003 استنتج عالم الاقتصاد البريطاني أن نسبة احتمال نشوب حرب أهلية في الدول النفطية هو 23% بينما تبلغ هذه النسبة 5.0% في الدول غير النفطية. وغالبا ما يكون النفط لعنة أكثر مما يكون انقاذا فالموارد الهائلة لا تذهب إلي الفقراء بينما تتزايد حدة المنافسة بين الاغنياء حتي يقتلوا بعضهم بعضا وتنخرط أجهزة الدولة والجيش في شبكات الفساد وتتعرض قطاعات مثل الزراعة والاسماك للإهمال. مصطفي عبدالعزيز