أقرأ الصدمة في عيون قرائي الاعزاء، ولكن... الاستر بتيز الذي أقصده لا علاقة له بما يحدث في صالات الرقص التي تتخلي تحت أضوائها الراقصات عن ملابسهن قطعة وراء أخري. ما أقصده؛ تلك الرقصة التي تقوم بها إسرائيل فوق أرض فلسطين التي تلتهمها دونم وراء آخر وهكتارا تلو الآخر علي مرأي ومسمع من الدنيا كلها! وأخيرا استباحت يافا! سرطان الاستيطان بكل حمولته العقائدية الضالة المضللة ونهم وطمع لا يحدهما حد ينتشر ويتغلغل في كل الاتجاهات والآن جاء دور يافا. الاستربتيز الصهيوني في يافا تفنن في استقطاع الأرض الفلسطينية من أهلها قطعة قطعة، مرة بتضييق الخناق علي راغبي البناء ومرة أخري بمنع العرب من التوسع وتارة بالامتناع عن منح التراخيص ورابعة بتحريم ترميم المنازل الفلسطينية و... و... الراقص الاسرائيلي المحترف يقوم في المقابل بتيسير بيع الأراضي المنزوعة من أصحاب الحق لاثرياء اليهود من شتي بقاع الأرض وفي كل عملية طرد أو اجلاء لأسرة فلسطينية يمنح من لا يملك كل الحقوق لمن لا يستحق! شعار حفلات الاستربتيز في يافا كما كان الأمر منذ 48 وما قبلها"المجد للاستيطان".. أو بدقة للاستعمار في آخر أبشع صوره! وكما تنهال أوراق البنكنوت ذات الأرقام التي يعقبها 4 أو 5 أو 6 أصفار تجد الأمر يتكرر في استربتيز الأرض فوق كل بقعة في يافا حتي ان سعر دونم الأرض يصل إلي مليوني دولار! وكما سقط العدل علي المداخل في القدس فإن الظلم يجتاح كل القري والمدن الفلسطينية التي لا تسلم من الاجتياح الاستيطاني أو الاستعماري القبيح! وكما يتم تجريف اشجار الزيتون وشجيرات البرتقال، والنخيل والزهور و... و... ويتم تجريف البشر، وهدم الحجر واخلاء البيوت و... و... ربما تكون أطول رقصات الاستربتيز منذ ابتدعها ماجن كبير لكن المدهش أن لا أحد ممن يزعمون التعبير عن الضمير الانساني يرفع صوته بحق وحنق ليقول بحزم صارم: كفي هدما وطردا واجلاء. كفي استيطانا واستعمارا وظلما حالك السواد!