رغم إقرار نشاط صانع السوق وصدور القواعد المنظمة لبدء تفعيله إلا أنه لم تتقدم شركة لممارسة هذا النشاط في السوق المصرية خلال الفترة القادمة. من جانبهم أرجع عدد من خبراء السوق تأخر تفعيل نشاط صانع السوق إلي اشتراطات الملاءة المالية والفنية اللازمة لتمكين صانع السوق من ممارسة عمله. وطالبوا بضرورة أن يراعي رأسمال صانع السوق القيمة السوقية للأسهم وحجم التداول الحر والتداول اليومي عليها، موضحين أنه في حالة صناعة السوق لورقة مالية بحجم أوراسكوم تيليكوم وأوراسكوم للانشاء يتطلب ذلك رأسمال ضخم لصانع السوق بما يسهم في زيادة سيولة الأوراق المتداولة، وهو أمر صعب تحقيقه. ورأوا أن عدم توافر بعض الأدوات المالية وتفعيلها مثل البيع علي المكشوف والشورت سيلنج أسهم أيضا في تأخر تفعيل صانع السوق. بداية يؤكد د. محمد الصهرجتي العضو المنتدب لشركة سوليدير لتداول الأوراق المالية أن نشاط صانع السوق يحتاج إلي رأسمال كبير بالإضافة إلي توافر الخبرات الفنية والمهنية. وشدد علي ضرورة أن يمتلك صانع السوق الخبرة في مجال الأوراق المالية وعلي وجه الخصوص الورقة المالية التي يتعامل عليها أو التي يقوم بصناعة السوق لها. ورأي أن القول بضرورة أن يتراوح رأسمال صانع السوق من 5% إلي 7% من رأسمال الورقة المالية التي يتم صناعة السوق لها يصبح من الأمور صعبة التحقيق خاصة أن هناك أوراقا مالية تبلغ القيمة السوقية لرأسمالها بالمليارات وهو ما يعني أن رأسمال صانع السوق يجب أن يتجاوز ال 100 مليون جنيه في بعض الحالات وربما أكثر. ورأي ضرورة أن يراعي في رأسمال صانع السوق القيمة السوقية للأسهم وحجم التداول الحر ولذلك حجم التداول اليومي عليها مشيرا إلي أنه في حالة ارتفاع حجم التداول اليومي والحر للورقة المالية فإن الأمر يتطلب أن يكون رأسمال صانع السوق كبيرا حتي يمكنه توفير السيولة اللازمة لصناعة السوق للورقة المالية. ويذكر أنه في حالة وجود صانع سوق للورقة المالية مثل أوراسكوم تيليكوم وأوراسكوم للانشاء فإن رأسمال صانع السوق يجب أن يكون كبيرا وذلك حتي تتوافر له السيولة اللازمة التي تمكنه من البيع والشراء. وعما إذا كان تأخر تفعيل بعض الأدوات المالية كالشورت سيلنج سببا في تأخر انطلاق نشاط صانع السوق يوضح د. الصهرجتي أن تفعيل الأدوات المالية يساعد بالتأكيد في تفعيل نشاط صانع السوق ويكون من الأفضلية اتاحة مثل هذه الأدوات مسبقا ولكنه استدرك كلامه قائلا أن الأدوات المالية الموجودة تعد كافية وتمكن صانع السوق من تحديد عملية التسعير. ويتفق مع الرأي السابق د. عصام خليفة العضو المنتدب لشركة الأهلي لإدارة الاستثمار مؤكدا أن بدء تفعيل نشاط صانع السوق يتطلب ضرورة توافر الملاءة المالية للقائمين عليه بالإضافة إلي الملاءة الفنية خاصة وأن النشاط لم يمارس من قبل في السوق المصرية. ورأي ضرورة وجود خبرات أجنبية في مجال صانع السوق لنقل التجارب العالمية. وأكد أنه عندما يتوافر شرطا الملاءة المالية والفنية يكون من الطبيعي ظهور نشاط صانع السوق. أما أحمد أبوالسعد العضو المنتدب لشركة دلتا رسملة فيري أن سبب تأخر تفعيل نشاط صانع السوق يرجع إلي كونه من الأنشطة الجديدة علي السوق المصرية، مشيرا إلي ضعف الخبرة في هذا المجال. وأكد أن التحفظ والترقب يسيطر علي الشركات الراغبة في الدخول لممارسة نشاط صانع السوق. وأضاف أن عقبة الملاءة المالية تعد أحد أسباب تأخر تفعيل النشاط حيث يتطلب صانع السوق رأسمال ضخم حتي يمكنه التأثير في السوق. وأوضح أبوالسعد أن الامكانيات الفنية والتكنولوجية وعدم تفعيل بعض الأدوات المالية كالشورت سيلنج أسهم في تأخر تفعيل صانع السوق.