بعد مفاوضات يائسة قامت بها شركة "ام تي ان" الجنوب افريقية للاستحواذ علي بعض الشركات التابعة لشركة "أوراسكوم تليكوم" أسدل الستار أخيرا بعد بيان أوراسكوم تليكوم الصادم الذي أنهي كل أحلام الشركة الجنوب إفريقية التي كانت تحلم بالتوسع في عدد من الأسواق الخارجية ولم تكن هذه هي المرة الرابعة خلال 3 سنوات التي تفشل فيها "إم. تي. إن" في التوسع خارج أسواقها الرئيسية في جنوب إفريقيا ونيجيريا وإيران. حيث انهارت محادثاتها مع ريلاينس كوميونيكيشنز الهندية في 2008، ثم حاولت مرتين دون جدوي للتحالف مع شركة هندية أخري هي "بهارتي إيرتل". وأكد عدد من خبراء أسواق المال ان الحكومة الجزائرية هي اللاعب الرئيسي في فشل هذه المفاوضات بين الشركتين وأن هناك ضغوطا تمارس علي شركة أوراسكوم تليكوم لبيع وحداتها في الجزائروتوقعوا أن يكون لتوقف هذه المباحثات أثر سلبي علي قطاع الاتصالات خلال الفترة القادمة، فضلا عن التكنهات باحتمالية صفقة جديدة ستدخل فيها أوراسكوم، وتوقعوا اتجاه اوراسكوم للدخول في صفقة جديدة مع شركة عربية. من جانبه قال عمرو الألفي المحلل لدي سي اي كابيتال للبحوث هذا الخبر يعد سلبيا لأوراسكوم تليكوم، وأضاف أن المستثمرين كانوا يتوقعون أن تحدث صفقة ما، وأوضح انه مازال عند رأيه بأن أوراسكوم تليكوم تزيد قيمتها إذا ما تم تقييم كل وحدة من وحداتها بشكل منفصل أكثر من كونها مجرد شركة أو كيان واحد وذلك في الوقت الحالي، وأضاف الألفي "لذا ربما لن يفاجئني إذا خرجت أوراسكوم بصفقة أخري قد تحتوي علي قيمة خفية". صفقة متوقعة وقال الالفي ان مؤسسة الامارات للاتصالات "اتصالات" ومقرها أبوظبي والتي كانت قد أبدت اهتماما بجيزي قد تكون مهتمة بشراء الوحدة بعد أن تسوي أوراسكوم خلافاتها مع الحكومة الجزائرية. علي الجانب الاخر اكدت بيريهان نوري محلل قطاع الاتصالات بشركة مترو لتداول الأوراق المالية ان أعلان شركة أوراسكوم تليكوم عن توقف المفاوضات أثار العديد من التساؤلات عن تأثير هذا الخبر علي أوراسكوم تليكوم من ناحية وأيضا موقف الشركة من بيع أصولها وقالت ان تأثيرالخبر بالتأكيد سلبي علي الشركة وعلي السوق وأسهم قطاع الاتصالات علي المدي القصير، مؤكدة انه كان من المتوقع فشل المفاوضات نتيجة عدم وضوح الرؤية بشأن جيزي من جانب ومن جانب آخرالمطالبات الإفريقية الجديدة التي طالبت بها سلطة بوروندي لشركة تلسيل برونادي التابعة لأوراسكوم تليكوم بمبلغ 11 مليون دولار ضرائب في حين انه كان مخصصا لها مبلغ 4 ملايين دولار فقط . بالنسبة لموقف أوراسكوم من بيع أصولها اكدت نوري انه من المتوقع أن تقوم أوراسكوم تليكوم بمحادثات أخري وذلك عقب توارد أخبار عن امكانية التوصل لاتفاق مع الحكومة الجزائرية. وسيظل المساهمون في أوراسكوم تليكوم في انتظار أنباء عن صفقة سواء كانت تلك الصفقة لبيع بعض أصول تليكوم أو لشراء أصول. وحول تأثر قطاع الاتصالات بفشل الصفقة - يقول محمد صالح محلل مالي بشركة نماء للوساطة في الأوراق المالية ان قطاع الاتصالات يعتبر من اكثر القطاعات تشبعا بالأخبار مقارنة بالقطاعات الاخري في البورصة المصرية.. وقد جاء خبر فشل المفاوضات لتنهار بذلك صفقة كانت ستؤدي الي إنشاء ثالث أكبر مشغل للهاتف المحمول في العالم، وقد جاء ذلك الخبر بعد اعلان جهاز حماية المنافسة عن انه يرفض مبدئيا استحواذ أي شركة اتصالات محلية علي "فودافون" وبالتالي فإنه يغلق الباب أمام الشركات المحلية لدخول الصفقة وبالطبع كان لتلك الاخبار تأثير سلبي علي أداء القطاع داخل البورصة المصرية خلال الفترة الماضية التي بسببها شهد وشهدت البورصة سلسلة الانخفاضات الأخيرة والتي قد تستمر لحين ظهور أخبار إيجابية عن عملية استحواذ قريبة ما تحدث في قطاع الاتصالات المصرية