أكدت شركة أوراسكوم تليكوم أن الشركة الأم «ويذر انفستمنت» المالكة لنحو 52% من أوراسكوم، تجرى بالفعل مفاوضات مع شركة «إم تى إن» الجنوب أفريقية، للاستحواذ على حصة فى شركة المحمول المصرية أو فى وحدات تابعة لها. وقالت أوراسكوم تليكوم، فى بيان لها ، إن المفاوضات التى جرت على عدة جولات قد ينتج عنها الدخول فى صفقة، تتضمن استحواذ الشركة الجنوب أفريقية على حصة حاكمة فى أوراسكوم أو فى أى من شركاتها التابعة.وأشار البيان إلى أن المفاوضات قد تكلل بالنجاح أو بالفشل، ومن ثم فإن أوراسكوم تليكوم ستصدر بيانا آخر فى الوقت المناسب، طبقا لقواعد الإفصاح المعمول بها. وبينما لم يتضمن البيان أى تفاصيل إضافية بشأن ما تردد من تكهنات حول شمول المفاوضات صفقة لبيع شركة «جيزى» التابعة لأوراسكوم فى الجزائر بسبب المشكلات التى تواجهها مع السلطات الضريبية الجزائرية التى طالبتها بسداد نحو 596 مليون دولار عن الأعوام من 2004 إلى عام 2007. وفى هذه الأثناء، قررت إدارة البورصة استئناف التداول على أسهم أوراسكوم تليكوم التى تم إيقافها منذ يوم الاثنين الماضى، انتظارا للإفصاح عما تناثر من أنباء عن المفاوضات مع شركة المحمول الجنوب أفريقية. ونقلت وكالة رويترز عن مسئول بشركة «إم تى إن» تأكيده على أن الشركة تجرى مفاوضات لشراء شركة أوراسكوم تليكوم المصرية فى صفقة قيمتها تسعة مليارات دولار - بحسب تقييم المجموعة المالية هيرمس - قد تشمل شراء وحدة جيزى أكبر شركة تشغيل هواتف محمولة فى الجزائر ومن شأنها أن توسع نطاق «إم تى إن» خارج أسواقها الرئيسية. ومن شأن الصفقة أن تجعل «إم. تى إن» رابع أكبر شركة مشغلة للهاتف المحمول فى العالم لترتفع من الترتيب رقم 11 حاليا بعدد مشتركين يبلغ 116 مليونا.وقال ديفيد ليرش محلل الاتصالات لدى افيور ريسيرش فى جوهانسبرج إنه يبدو أن «إم تى إن» مهتمة فى الغالب بوحدة أوراسكوم تليكوم الجزائرية «جيزى». ووصف ليرش » الشركة الجزائرية بجوهرة التاج لدى أوراسكوم نظرا لحجمها والهوامش التى حققتها وحصتها السوقية. وأوضح أن وحدة أوراسكوم فى كوريا الشمالية قد توفر هى الأخرى فرصة نمو ممتازة لشركة «إم تى إن» نظرا لكون البلاد واحدة من أضعف الأسواق فى العالم من حيث معدل انتشار الهواتف المحمولة. كما أن الاستحواذ الكلى على أوراسكوم من شأنه أن يدفع «إم تى إن» لتلحق بركب منافستها الحالية بهارتى إيرتل الهندية التي ترغب فى الاستفادة من النمو بالأسواق الأفريقية، واستكملت مؤخرا صفقة قيمتها تسعة مليارات دولار لشراء أصول شركة زين الكويتية فى أفريقيا. وأشار عمرو الألفى، رئيس مجموعة الأبحاث فى شركة «سى آى كابيتال»، إلى أن اتجاه «ويذر انفستمنت» لبيع حصة حاكمة فى أوراسكوم تليكوم إلى « إم تى إن» قد يكون وراءه احتياج «ويذر» لسيولة مالية، خاصة بعد الانتهاء من زيادة رأسمال أوراسكوم بنحو 800 مليون دولار، لكنه رجح أن يكون الاندماج هو أفضل السيناريوهات لنتائج المفاوضات الحالية أو استحواذ كامل على أوراسكوم، بدلا من بيع بعض الوحدات، خاصة أن الجزائر تمثل 54% من إيرادات أوراسكوم تليكوم، مشيرا إلى أن هذا السيناريو مرجح بقوة فى ظل عدم قيام الشركة بالإعلان عن الوحدات التى يجرى التفاوض بشأنها. ورأى الألفى أنه فى حال الاندماج الكلى أو الاستحواذ، سيتم استبعاد المصرية لخدمات التليفون المحمول «موبينيل» من الصفقة، لحين توصل أوراسكوم تليكوم لاتفاق واضح وقوى مع شريكها الفرنسى «فرانس تليكوم»، بالإضافة إلى وجود عقبات فى القانون المصرى، بشأن تملك الأجانب للقطاع ككل. يأتى ذلك فى الوقت الذى كشف فيه مسؤول قريب الصلة بأوراسكوم أن المفاوضات وصلت لمراحل متقدمه، وربما تسفر عن نتائج خلال الأسبوع المقبل أو بعد المقبل مع انتهاء الطرفين من تحديد استراتيجيتهم وقيمة الصفقة. وأشار إلى أن أوراسكوم تستمد قوتها فى المفاوضات من قيامها بزيادة رأسمالها مؤخرا، مما زاد من السيولة المالية لديها ورفع قدرتها على سداد أى التزامات سواء طارئة أو مستمرة. من ناحية أخرى، أنهت البورصة تعاملات أمس على انخفاض ملحوظ، بفعل حالة الترقب لدى المستثمرين للأحداث خاصة مع انخفاض أغلب الأسهم القائدة، واتجهت تعاملات الأجانب والعرب للبيع فيما فشلت مشتريات المصريين فى وقف نزيف الخسائر. وانخفض المؤشر الرئيسى للأسهم النشطة «Egx30» بنحو 1.35٪ فاقدا 102 نقطة، ليستقر عند 7500 نقطة، فيما انخفض مؤشرا الأسعار بنسب فاقت 2.3٪، بعد انخفاض أسعار 135 ورقة مالية، مقابل ارتفاع 29 ورقة، وسط تعاملات بغلت قيمتها 1.5 مليار جنيه.
