بين الرغبة والإمكانية.. ثمة فجوة. بين الإمكانية والأداء.. هناك هوة! بين الأداء الراهن والتطلع للمستقبل تفصلنا بحار تذكر ببحر الظلمات! حالنا لا يخفي علي كل ذي بصر أو بصيرة، لكن من يعلق الجرس؟ ومن يقرعه؟ الحل في تغيير الأوضاع، والإصلاح هو الحل، لنشرع إذن في تبني برامج للإصلاح الاقتصادي. مضت سنوات منذ أصبح الإصلاح أقرب إلي "الموضة" أو "الصرعة" بطول العالم العربي وعرضه، لكن هل جاءت الثمار في مستوي الآمال والطموحات التي علقها المواطن علي برامج الإصلاح وخططه؟ لا شك أن هناك انجازات لا يمكن ولا ينبغي انكارها، غير ان المحصلة الأخيرة حتي الآن لم تكن بمستوي ما بشر به الذين أطلقوا صيحة الإصلاح، وصاغوا برامجه، وانعكس ذلك سلبا علي البسطاء كما ترجمته النخبة في معظمها امتعاضا وتحفظا! النخب العربية ركزت علي ان معدلات النمو وان سجلت ارقاما جيدة، فان ثمار التنمية لم تصل بصورة متوازنة ولا نقول عادلة الي الطبقات التي كانت تنتظر بفارغ الصبر ان تشعر ب"لذة" الاصلاح! النخب والبسطاء علي السواء ارتفعت اصواتهم بملاحظات مريرة علي برامج الخصخصة او التحرير التي تم تقديمها باعتبارها من قبيل "الشئ لزوم الشئ" بالنسبة لنجاح، جهود الاصلاح! اما البسطاء فقد عانوا من معدلات البطالة والفقر، فثمة اختلالات حالت دون وصول عوائد الاصلاح الي اكثر من يحتاجون اليه والي التمتع بثماره بعد ان انهالت الوعود فوق الرؤوس كالسيول! برامج الاصلاح قائمة في الدول العربية او معظمها لكن عدم الرضا بشكل عام بالإمكان رصد مؤشراته ببساطة متناهية، الامر الذي يتطلب بالضرورة اعادة النظر في الاسس والقواعد التي استند اليها واضعوا برامج الاصلاح، فالعبرة ليست في النجاحات النظرية، او ثناء واشادة بعض الجهات الدولية، ولكنها تكون بالتوزيع العادل والمتوازن لعوائد برامج الاصلاح وثماره، ووصولها الي الذين انتظروه وراهنوا عليه طويلا!