ما الفارق بين قصف الفانتومي الإسرائيلية لمدرسة بحر البقر اثناء حرب الاستنزاف وبين القتل العمد لقافلة الحرية المتجهة الي غزة؟ لا فرق سوي ان اسرائيل دولة فوق كل قانون، لانها التي تحمي مصالح الولاياتالمتحدة في الشرق الاوسط حسب ما يتم بيعه للادارات الامريكية المتتابعة، علي الرغم من انه لا يوجد داعم للارهاب او القاعدة او اسامة بن لادن سوي اسرائيل، فكلما تم قتل فلسطيني انضم اكثر من شاب الي تنظيمات مقاومة الولاياتالمتحدة، وكأن الراعي الرسمي للقاعدة هو الولاياتالمتحدة بعد ان يستنبت الاسرائيليون مزيدا من الكراهية للولايات المتحدة. وهل تصلح المظاهرات والشعارات ولعبة حرق الاعلام؟ لقد كانت الحرب الفيتنامية هي من اكبر الحروب التي اقامت من اجلها المظاهرات وتم فيها حرق عشرات الالاف من الاعلام، ولكن الولاياتالمتحدة لم تخرج من فيتنام الا بعد ان دفعت الثمن من دم أبنائها. وهي الان تفكر في الانسحاب من العراق بعد ان وصل الدم المدفوع هناك فوق الاربعة آلاف جندي قتيل، ولكنها لا تفكر في الانسحاب من افغانستان لان رقم الدم المدفوع لم يزد حتي كتابة هذه السطور علي الف جندي امريكي قتيل. ولن تجبر الولاياتالمتحدة اسرائيل علي قبول الانسحاب الي حدود الرابع من يونية 1967 الا بعد ان تكلف اسرائيل الولاياتالمتحدة ما يزيد علي عدة الاف من القتلي، فهي تنتظر توريط الكون في الحرب من ايران، بل ولم يكن ضرب قافلة الحرية سوي رغبة من اسرائيل في رفض اي تفاوض يقود الي الانسحاب فإدمان اللاحرب واللاسلم مع استمرار قضم الاراضي هو اللعبة المفضلة عند اسرائيل. أما ماذا يفعل العرب؟ عليهم أن يصدقوا عمرو موسي حين قال حان الوقت كي تكون اسرائيل تحت طائلة القانون مع إعادة النظر في كيفية إدارة الصراع العربي الاسرائيلي. وطبعا هناك من العقول العربية من هو قادر علي تطبيق مختلف، وأن ننظر في مدي ملاءمة سيرنا تحت مظلة الاحترام للولايات المتحدة، فهي تحتاج إلي انداد شركاء، وهو احتياج حاسم لحماية مصالحها من أن تقع تحت طائلة القاعدة التي تزرعها وترعاها همجية اسرائيل، نعم.. اسرائيل هي الام الشرعية الراعية لتنظيم القاعدة، لأنها عندما ترتكب أعمالا وحشية، فعلي الولاياتالمتحدة الراعية الرسمية لاسرائيل أن تعي الدرس. أكتب ذلك لأن لعبة لطم الخدود التي يحترفها من يريدون تفريغ شحنات الغضب بالمظاهرات أن يعلموا حقيقة الدرس الأساسي من حرب اكتوبر وهو العلم والتدريب والفهم والتصرف بما نملك من امكانيات هو القادر علي تحويل الغضب إلي منهج متعدد الجبهات كي نحقق حلم الدولتين دون الدخول في تفاصيل خلافات حماس مع فتح، فقد ثبت عمليا أن التنظيمين مستفيدان من كل هذا الانهيار النفسي عند الامة العربية من محيطها إلي خليجها، بالاضافة إلي انهيار قيمة الاحترام عند شعوب الكون لاننا لا نحترم حقوقنا ولا نرسم طريقا للخروج من مستنقع الوحل الذي نعيش فيه.