في خطوة تحذيرية بلغة قوية، تلقت دمشق اتهامات اسرائيلية بأنها تنقل صواريخ سكود الي ميليشيا حزب الله علي مشارف الجنوب اللبناني، وهو نوع من الصواريخ متوسطة المدي يضع البلدات الاسرائيلية في متناول حزب الله الحليف القوي لايران في المنطقة . نفت سوريا المزاعم الإسرائيلية بأنها تزود حزب الله بصواريخ سكود ، وردت علي تحذيرات أمريكية من حرب إقليمية جراء تزويد حزب الله اللبناني بصواريخ "سكود"، بالتحذير من تبني واشنطن للادعاءات الإسرائيلية الباطلة. قال وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، إن الرأي العام العالمي لا يزال يتذكر حملة الافتراءات الأمريكية التي شنتها الولاياتالمتحدة قبل الحرب علي العراق، ويبدو أن الإدارة الأمريكية الحالية تحاول تكرار نفس السيناريو السابق . جاء الرد السوري علي تصريح للوزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون تحدثت فيه عن الأخطار المحدقة الناتجة عن قيام سوريا بنقل أسلحة إلي حزب الله، وحذرت من أن مثل تلك الخطوة من قبل الرئيس السوري بشار الأسد ستعمل علي زعزعة الاستقرار في المنطقة بشدة وأنها تنتهك قرار مجلس الأمن الدولي. غير أنه في وقت لاحق، لفت مساعد وزيرة الخارجية الأمريكي، فيليب كرولي، إلي أن الإدارة الأمريكية لم تتوصل إلي رأي قاطع إذا ما كانت سوريا نقلت صواريخ "سكود" إلي حركة "حزب الله" اللبناني، واصفاً الخطوة السورية، حال حدوثها، بأنها انتهاك لقرار مجلس الأمن الدولي 1701. كانت سوريا قد فسرت الاتهامات الإسرائيلية لها بتزويد جماعة حزب الله بصواريخ "سكود"، بأنها مزاعم تهدف إلي المزيد من توتير الأجواء في المنطقة، وتهيئة المناخ لعدوان إسرائيلي محتمل، للتهرب من تلبية متطلبات السلام العادل والشامل . دخل علي خط الأزمة النائب الأول لرئيس الجمهورية الإيراني، محمد رضا رحيمي فأعلن وقوف إيران إلي جانب سوريا ودعمها ضد تلك التهديدات، قائلا انه في ظل الصداقة والدعم الإيراني لسوريا ، لن يتمكن أحد من التجرؤ علي سوريا، ووصف التهديدات الاسرائيلية والأمريكية بأنها لا قيمة لها . الأمر اذن لا يتعلق بقضية فلسطين أو تحرير الأرض المحتلة ولكنه يدخل في اطار اعداد مسرح عمليات موسع في الشرق الأوسط لاحتمال حدوث مواجهة عسكرية في المسألة النووية الايرانية . فتحريك أنواع من الصواريخ الهجومية الي جنوب لبنان بالمدي الذي تصل اليه صواريخ سكود لا يهدد اسرائيل فحسب لكنه يصل الي مواقع كثيرة في المنطقة قد تقدم دعما للولايات المتحدة في خطوتها المقبلة اذا قررت القيام بعمل عسكري لحرمان ايران من الدخول في النادي النووي. علي أية حال الرسالة مفادها أن توسيع مسرح العمليات المحتملة تم وضعها في حسابات الولاياتالمتحدة واسرائيل .